#المغرّد
الواقع الزراعي في منطقة راشيا الوادي
خاص "المغرد"
ويسام ابو طرابي
تعد منطقة راشيا التي تقع أغلب قراها على سفح جبل الشيخ، ويتراوح ارتفاعها
ما بين 900م و1300م عن سطح البحر، من أغنى المناطق في الزراعات الموسمية، يساعدها على ذلك تنوعها المناخي، وطبيعتها، حيث تشتهر بزراعة الزيتون والعنب واللوزيات والتفاح والتين والقمح والزراعة الصيفية (الشتول).
وقد برز في الفترة الأخيرة أي منذ سنتين ونيف إقبال الأهالي على استصلاح أراضيهم، لقناعاتهم بأن رواتبهم لم تعد تكفي لسد حاجاتهم، خاصة وأن الأغلبية الساحقة منهم هم من الموظفين، أمّا في القطاع العسكري أو المدني، تزامن ذلك مع حركة نزوح عكس ما هو متعارف عليه، أي من المدينة إلى القرية بسبب الأزمات المتلاحقة (الصحية-الاقتصادية-الأمنية) لكن مع ما تقدم ذكره، ومع كل هذه العوامل الإيجابية إلّا أنها اصطدمت بعدة عوامل سلبية،
التي أوجزها لنا صاحب أكبر مؤسسة زراعية في هذه المنطقة :
1-شح المياه في بعض الأماكن حيث تكون الزراعة غير مروية، وبالتالي فإن مردودها أقل بكثير مما لو توفرت المياه، أما في الأماكن التي تتوفر فيها، فهناك مشكلتين إما عدم استغلالها بالشكل الصحيح، أو عدم استخراجها عن طريق
حفر آبار ارتوازية أو برك تجميع.
2-الزراعات الصيفية (الشتول) التي ما تزال تقليدية.
3-عدم وجود زراعات بديلة .
4-الإقبال الخجول على استعمال المبيدات الحشرية، أو الأدوية الزراعية أو الأسمدة بسبب ارتفاع أسعارها لارتفاع الدولار .
5-عدم سعي المزارعين للتقدم في هذا المجال أو زيادة معلوماتهم، وبالتالي تطوير أنفسهم.
6-زراعة القمح لم تعد ذات نتيجة بسبب عدم التسميد.
7-الزيتون ومع انتشار الأمراض وعدم التقليم الصحيح، وتركها بوراً أحياناً كثيرة لارتفاع كلفة الفلاحة، انعكس ذلك إلى حد ما على الإنتاج وجودة الزيت.
8-الخبرات الزراعية التي تُعدّ نسبتها ضئيلة في المنطقة، اذ لا يتجاوز عدد أصابع اليد المهندسون الزراعيون فيها .
أما الحلول المطروحة:
دعم المزارعين إن من حيث تأمين الأدوية والأسمدة بأسعار مدروسة، أو بحفر آبار لاستخراج المياه، أو عن طريق إقامة دورات توعية لزيادة خبراتهم، ولإرشادهم على كيفية التعامل مع الأشجار والأمراض التي تفتك بها ومعالجتها، أو من خلال استحداث معاهد زراعية في المنطقة، تشجيع الزراعات البديلة، الدعم المادي بتقديم مساعدات على شكل قروض حسنة
وبدون فائدة.
أخيرا رغم المعاناة التي تتكبدها جراء بعدها عن مركز المحافظة أو العاصمة، والمعوقات السابقة الذكر، إلّا أنها ليست بمنأى عن تحقيق التقدم في جميع المجالات، لأن ابناءها تواقون للحصول على الأفضل وما كانوا يوما ليرضخوا للعوامل السلبية، حتى أنهم لم يألوا جهداً في سبيل ذلك، رغم
الإمكانيات المتواضعة، لأن اليأس لم يجد يوماً الى قلوبهم سبيلا.