#المغرّد
أعلن الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله في المهرجان الانتخابي الذي أقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم، أن ثمة "... من راهنوا خلال السنوات الماضية، ومن خلال الأكاذيب والإفتراءات والإتهامات، والحصار والعقوبات وفرض الأوضاع المعيشية الصعبة، على إنقلاب بيئة المقاومة على المقاومة".
وأضاف: "بعد خطاب يوم القدس بأيام أنا أُبلغت من خلال بعض القنوات الديبلوماسية رسالة تقول، يعني جواب على خطاب يوم القدس، رسالة تقول: أن الإسرائيليين يُؤكدون أنهم لا يُريدون القيام بأي عمل بإتجاه لبنان، طبعاً أنا أُريد أن أُعلق بنقطتين:
-النقطة الأُولى: نحن لا نَثق بالعدو، لا برسائله عبّر القنوات الديبلوماسية ولا بِتصريحات رئيس حكومة العدو، ولذلك إستنفارنا وجهوزيتنا سوف تبقى قائمة وفعالة وبعيون مفتوحة بالكامل إلى حين إنتهاء المناورات الإسرائيلية، وهذا ما أعتقد أن إخواننا في المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة سيفعلونه.
-والأمر الثاني الذي أُريد أن أُلفت له: أن هذه الرسالة العلنية أو الضمنية هي نتيجة قوة المقاومة، نتيجة حضور المقاومة، نتيجة أن العدو يَعرف أن هذا الكلام الذي يُقال في يوم القدس، أو الذي يُقال أمس، تَقف خلفه رجال ومقدرات وجمهور وبيئة حاضنة ومقاومة قوية وحقيقية، ولذلك يتأدب، الآن يقف على رجل ونصف أو رجلين، هذا ليس مهماً، المهم الآن أن لا يفتح أحد مشكل، وأرجع لأقول: نحن لن نَسمح لأي إعتداء أو تجاوز على لبنان أياً يكن السبب".
وتابع نصر الله: "... نحن نقول هذا النظام السياسي موجود، وهذه الدولة موجودة، وهذا الدستور موجود، الدستور المنبثق عن اتفاق الطائف يوجد قوانين ويوجد مؤسسات، نعم هذه الدولة، هذه البنية، وهذه المؤسسات وهذا النظام في مجموعة مشاكل تعيق قدرته أحيانًا على العمل والإنتاج وأن يكون بمستوى طموح اللبنانيين وتوقعات اللبنانيين يجب العمل على معالجة هذه المشاكل وعلى سدّ هذه النواقص، وعلى معالجة هذه العيوب من خلال الإصلاح. لذلك المشروع الواقعي الطبيعي لأيّ حركة سياسية في لبنان يجب أن يكون مشروعًا إصلاحيًا في النظام، ومشروعًا إصلاحيًا في الدولة حتى لو يريد أنّ يأخذ البعض منحى التغيير. ولكن ضمن هذا الإطار لماذا؟ لأنّ لبنان أيّها الإخوة والأخوات لبنان بلد خاص، لبنان بلد مشكّل من مجموعة من الطوائف، لا يوجد في لبنان أكثرية وأقلية هو مجموع أقليات. عندما ننظر إلى الحدود المعروفة وعندما نضع عيوننا على الـ 10452 كيلومتر مربع ننظر فيهم وننظر إلى اللبنانيين يتبيّن أنّ اللبنانيين مجموعة أقليات، لنوصّف الأمور بحقيقتها هذا مجتمع وبلد فيه تركيب طائفي، وهو منذ أن تأسّس منذ أن ضمّت إليه الأطراف، وشكل لبنان الكبير هو بلد قلق حتى لا نجامل بعضنا نحن الموجودون في هذه الدوائر من كلّ الطوائف هو بلد قلق، كثير ما يتحدثون عن حرمان هنا وغبن هناك ، قلق هنا وخوف من المستقبل، هناك حذر وتحفّظ في العلاقات البينية، بلد قلق. ولذلك الكلّ يبحث عن ضمانات، عن ضمانات داخلية، وللأسف حتى عن ضمانات خارجية هذا الذي كان يحصل طوال المئة سنة وأكثر من تاريخ لبنان الكبير. إذًا نحن يجب أن نعترف أنّنا أمام بلد أيضًا، وضعه دقيق، وضعه حساس عندما تقارب مسائله لا تستطيع أن تقاربها بنفس الأنفاس الثورية والعنفوانية والحماسية التي تجري في بلدان أخرى، يجب أن نعترف بهذه الخصوصية لبنان جرّب كثيرون خلال العقود الماضية أن يحدثوا تغييرات دراماتيكية، فذهب البلد إلى مغامرات إلى حروب أهلية لبنان لا يتحمّل حرب أهلية جديدة حتى من أجل إصلاح النظام السياسي، أو من أجل تغيير النظام السياسي، أو من أجل فرض معادلات جديدة في بنية الدولة يجب أن يكون موضوع الحرب الأهلية خطًا أحمراً وممنوعًا، يجب أن ينظر إليه اللبنانيون أنّه أمر بمستوى الخيانة من يدفع باتجاه الحرب الأهلية".
وأكد: "... نحن أمام وضع دقيق من هذا النوع، لدينا نظام هو نظام طائفي هذا ما هو عليه الحال الآن، إذا جاء وقت ارتضى اللبنانيون إلغاء الطائفية السياسية، فنحن في مقدمتها. لكن الواقع الحالي القائم وفي المدى المنظور وفي المدى المتوسط من الواضح أنّنا نعيش في ظل هذا النظام الطائفي. وفي ظل هذا النظام الطائفي هناك الكثير من الثغرات من المشكلات من العيوب وتحت سقف الطائف وفي إطار الطائف يمكن العمل على معالجتها يجب أن نعمل على معالجتها، ويجب أن نتصرّف على هذا الأساس".
وقال: "الدولة العادلة يعني الدولة التي تهتمّ بشعبها، بحياته، بجوعه، بفقره، بعوزه، ببطالته، بمياه شربه، بصحته، بتعليمه، هذه الدولة العادلة. وهنا الدولة العادلة هي التي تمارس الإنماء المتوازن بين كلّ المناطق لا تميّز منطقة عن منطقة، لا لسبب طائفي ولا لسبب حزبي ولا لسبب فئوي، ولا لسبب له علاقة بهذا الزعيم أو ذاك الزعيم. أموال الدولة هي ملك كل الشعب، ويجب أن تصل من خلال المشاريع الإنمائية إلى كلّ الشعب. الدولة العادلة هي دولة الإنماء المتوازن الذي كنّا وما زلنا نطالب به وسوف نبقى نعمل له"...
وجزم: "... مسألة الدولة العادلة والقادرة، هذه مسؤولية الجميع، لا يستطيع أي حزب أو تيار او حركة أو تنظيم أو جماعة سياسية في لبنان أن تدّعي وتقول أنا قادر على بناء دولة عادلة وقادرة بمفردي، هذا لا يكون صادقاً مع الناس، إذا أنا قلت لكم الآن وأنتم غالباً تصدّقوني – دائماً إن شاء الله تصدّقوني – أنا بصراحة أقول لكم، إذا قلت لكم أن حزب الله قادر لوحده على بناء دولة عادلة قادرة لا أكون صادقاً معكم، هذا أمر غير واقعي، لا يستطيع أحد أن يدّعي ذلك لأن هذه تركيبة لبنان، تحويل الدولة الى افضل صيغة تكون فيها دولة عادلة وقادرة يحتاج فيها الى تعاون الجميع، تعاون القوى السياسية، الأحزاب، التيارات، القيادات، هذا بلد قائم على الشراكة وهذا ما ندعو إليه، الشراكة وعدم الإلغاء وعدم الإقصاء، الجميع يجب أن يذهب ويتمثل في المجلس النيابي بأحجامه الطبيعية، القانون الأكثري لم يكن يفرز أحجاماً طبيعية – ياما في ناس مدو ايدهم على حقوق ناس تانيين – القانون النسبي يفتح الباب أمام فرصة كبيرة جداً لحضور الجميع بأحجام طبيعية، حسناً، نحن مع هذا الحضور ولا نريد أن نلغي أحداً خلافاً لما يدّعي البعض من أجل شدّ العصب، ثمة أحجام طبيعية يجب أن تعبّر عن نفسها في الانتخابات عبر القانون النسبي"...
وقال: "... أقرأ جيداً وكثر من الذين يكتبون في مواقع التواصل الاجتماعي والصحف يطلقون أحياناً أفكاراً – طبعاً نحن نحترم أي رأي – ولكن غير واقعية، لماذا لم يقم حتى الآن حزب الله ببناء دولة في لبنان؟ حبيبي أأنا أستطيع أن أبني دولة في لبنان! من قال لك؟ نحن لا ندّعي ذلك، أنت تُلبسنا ثوب نحن لسنا بحجمه، تركيبة لبنان تحتاج إلى أمور أخرى. كذلك عندما نتحدث عن دولة عادلة وقادرة، كذلك عندما نتحدث عن كل الملفات التي سأشير إلى بعض عناوينها، وحدنا لن نستطيع، من هنا الحاجة إلى التحالفات وإلى الأصدقاء وإلى الائتلافات على اختلاف الأمزجة"...
وتحدث عن ملف المودعين، فرأى أن "... ما أنجز الآن، على مستوى هذا الملف كان كبيرا ومهما بالنظر الى التعقيدات اللبنانية وخصوصا الظروف التي مرت خلال السنوات القليلة الماضية، ملفات مهمة بمليارات الدولارات وفيها رؤوس كبيرة، وردت في هذه الملفات وحوّلت الى القضاء، وكان لدينا شجاعة أن نحوّل هذه الملفات الى القضاء، لكن لدينا قضاء في لبنان متعثر، وهذا يجب أن يعالج، هذا نسيت أن أذكره بموضوع الدولة العادلة، الدولة العادلة يعني قضاء نزيه، يعني قانون عادل وقضات نزيهون كفوؤون، شجعان، غير مسيسين، على كلن هذا الأمر يجب أن نواصل العمل فيه، لا يجوز ان يشعر أحد انه هذا ملف وصل الى طريق مسدود ولا يمكن مكافحة الفساد في لبنان، كلا، يمكن مكافحة الفساد ويجب ان نواصل العمل بعزم وبإرادة، قد لا نصل في سنة او سنتين او ثلاثة او أربعة او خمسة ولكننا سنصل"...
وختم: "... أعرف أن أصواتكم هي للمقاومة ولحلفاء المقاومة، أصواتكم هي للشهداء، وللمقاومة ولقوة لبنان ولسيادة لبنان ولمنعة لبنان ولعزة لبنان... فصوتوا بالحبر، لأن دماءكم الغالية نزفت في الماضي وهي التي تسيج لبنان على مدى الازمنة والى الابد".