#المغرّد
الملك بطلميوس الرابع.... بين السلطة والقتل
ا.د/ السيد محمد عمار - أستاذ التاريخ اليوناني والروماني المساعد – جامعة الأزهر
قدر للملك بطلميوس الرابع أن يعتلي عرش مملكة البطالمة في مصر في ظروف صعبة, فقد تولي عقب وفاة أبيه في عام 221ق.م وكان مفتونًا عابثا فهوي بالبطالمة إلي حضيض ولم تستطيع مصر أن تنهض لتسترد المكانة التي تبوأتها أيام أسلافه. كان مولعًا بالمجون والعبث لم يتورع عن منادمة الحثالة من الناس مادام يرضي نزواته, وغضب عليه السكندريون حتي اطلقوا علي البطانة التي أحاط بها نفسه اسم " جماعة الأنس", والتفت حوله أسرة كاملة فاسدة علي رأسها شاب مستهتر يدعي اجاثوكليس وشقيقته اجاثاقوليا اتخذها بطلميوس محظية له, ثم أم لا تقل عن ابنتها وتدعي اويناثي, وقد تمكنت اجاثاقوليا من جعل الملك أداة مسلوبة الارادة فانقلبت أمور الموازين في المملكة رأسًا علي عقب.
ومن أبرز الشخصيات حول الملك وزيره سوسيبيوس الذي أراد ان يستبد بكل سلطة في الدولة, وقد باشر هذا الوزير السلطة أمدًا طويلًا, وعاث فيها فسادًا كبيرًا, وكثيرًا ما وسوس هذا الوزير في أذن الملك فهمس له في حق عمه لنفوذه وسطوته في الدولة, وفي حق أخيه لمحبته بين الجنود, بل والادهي من ذلك أنه همس له في حق أمه لعطفها علي أخيه. هذا وقد أدخل ذلك الوزير الداهية في أذن مليكه بأنه لن يطيب له العيش الا إذا قضي علي هؤلاء الثلاثة عمه وأخيه وأمه. ولذلك قتل ضحاياه وهم ليسمياخوس عمه وقتل ماجاس أخيه بسكب الماء المغلي فوق رأسه وهو في الحمام, وقتل أمه الملكة برينيكي بالسم, ولم يكتفي بذلك بل قتل كليومينيس ملك اسبرطة خوفًا أن يصبح حاكمًا علي بلاد اليونان وبالتالي منافسًا للبطالمة ونجح الوزير في اثارة الملك عليه والذي أمر باعتقاله وتحديد اقامته , مما اثار المرارة في نفسه فقرر الهروب والموت بطريقة اسبرطية بقتل نفسه , ثم قتل الوزير زوجة وأولاد كليومينيس. أما زوجته الملكة ارسينوي فقد أرجا القدر نهايتها والتي لم تستطع أن تقاوم قوي الشر التي تجمعت حول زوجها, فسكنت قصرها لعلها تجد في مجالسة العظماء عزاء لها عن الهوة السحيقة التي تردي فيها الملك وبعد حياة تعيسة قتلت تلك الملكة .