#المغرّد
- " مغرّد ... "
يقولون لي هذا السلاح خارج الدولة ليحميك، ويحمي مصالح الوطن، وأنا أردت تصديق ذلك لكن ولدي سأل :
هل يجب أن أترك المدرسة ؟ فقلت له: قطعاً لا . ثم قال: لماذا سأتعلّم ؟ أليس من واجبي أن أقاتل لتحرير القدس ؟ أليس من واجبي أن أقاتل إلى جانب الإخوة الحوثيين في اليمن ضد إخوانهم اليمنيين ؟ أليس من واجبي أن أقاتل في سوريا لحماية نظام الرئيس بشار؟ أليس من واجبي أن أحارب الأمريكيين الذين يعاقبون إيران ؟ أليس من واجبي أن أقاتل عن الفلسطيني واليمني والسوري والعراقي والإيراني لحماية مصالح بلادهم ؟؟؟
أنا أريد أن أتعلّم وأن أبني منزلاً وأعيش بسلام في وطني .
أنا لا أريد الهجرة ولا أرغب بالسفر والعمل في خدمة دولة أُخرى .
أنا أحب لبنان وشعبه وطبيعته والعيش فيه وأحب رفاقي وأهلي ومدرستي والمعلمين .
لكن في لبنان هناك من يقول لي إرحل!
إذا لم يعجبك حكمي إرحل!
إذا لم يعجبك تسلطي عليك إرحل!
إذا لم يعجبك سلاحي الموجه إلى رأسك إرحل!
إذا لم يعجبك أنني أضع نفسي في مرتبة أعلى منك إرحل!
إذا كنت تخالفني الرأي فانت عدو وصهيوني وعميل وخائن، وما عليك إِلَّا الموت أو الرحيل.
أنا عربي، أحب القدس وفلسطين، وأنصر الحق، وأساند الأصدقاء، لكن لا أريدهم بدلا مني، ولا أريد القتال بدلاً عنهم، وبيروت عاصمتي وأهلها أهلي.
أعذرني فأنا أُحِبُّ أولادي أكثر!!!
أعذرني أنا أحب أن أعيش بسلام وأحب الحياة !
أعذرني أنا أكره الموت وثقافة الموت .
لقد اكتفيت من القتال بدلاً عن الآخرين، واكتفيت من الشعارات والخطابات، ولم أعد أصدّق كذب مسؤول يدّعي التضحية والنضال وهو وأولاده يحملون جنسية أوروبية وأمريكية ويسكنون في قصر فاخر !!!
لا أريد أن أسير عاري الصدر حافي القدمين خاوي الأمعاء، في يدي بندقية عمياء، تغرز رصاصاها في صدر أناس أبرياء، لا أعرف كيف ولماذا ومتى تضغط الأصبع الخرساء على الزناد.
لا أريد أن أعيش في ظل الأستقواء، وسلاح يصادر حريتي، ويمتهن كرامتي، ويُفرغ طيشه في رأسي وأجساد أولادي وأخوتي، ثم يقول لي سأحميك من العدو .
أليس عدواً من يسرق مالي ويعتدي على منزلي ويأسر حريتي ويحرمني حقي في القول والعيش بسلام ؟؟؟
نعم أنا أحب وطني وأحب شعبي أكثر من حبي لأي شعب وأي دولة،
وأريد العيش في بلدي بسلام. والخائن هو من باع لبنان ، ورهنه في خدمة الآخرين ومصالحهم ومشاريعهم التي أحرقت ودمرت كل شيء ، وجعل من سويسرا الشرق جهنم وبؤرة فساد تسودها الضغينة وشريعة الغاب ، ووطناً مُشرّع الأبواب يدخله من يشاء كيفما شاء، ليقرر عنّا، متى وكيف يجب أن نموت ليحيا هو وشعبه.