#المغرّد
- " فادي غانم "
فيما بات يتهاوى كل شيء في لبنان ، وخسر اللبنانيون وظائفهم ورواتبهم وأموالهم، التي ائتمنوا عليها المصارف والبنوك، وكذلك استشفاءهم ،وتعليم ابنائهم، ومستقبلهم وآمالهم، باتوا الآن على شفير خسارة آخر ما يملكون، وأعزّ ما لديهم، ألا وهو وطنهم لبنان.
فبين مطرقة لا مبالاة المسؤولين، واستهتارهم المتمادي، وسندان الفقر والجوع والغلاء المستشري، أصبح المواطنون يئنون تحت ضربات متلاحقة، وكأنهم بين يدي حداد، تارة يضعهم في النار، وتارة في الماء البارد.
فهذا يريد هذه الوزارة، وذاك متمسك بهذا العدد، وثالث لا يعجبه المعيار، ورابع يتفرج وينتظر سقوط الهيكل على الجميع، وخامس يريد تحرير العالم. وأما لبنان ومصلحته، فلا تساوي أكثر من ورقة مساومة، توظّف في خدمة هذا الفريق أو ذاك .
أشهُر من دون حكومة، ومن دون أي جهد لانقاذ الوضع، الذي بات ينحدر من سيّء إلى أسوأ، وعلى قارعة المناكفات والمماحكات يكاد يضيع الوطن، فهل من المقبول هذا السلوك اللامسؤول، من الذين تربعوا على كراسي المسؤولية، ويُفترض بهم إنقاذ الوطن؟
هل من الطبيعي أن يلوّح الاتحاد الأوروبي بمعاقبة المسؤولين اللبنانيين، ومحاسبتهم على تقاعسهم عن بذل ما يلزم، لانقاذ الشعب اللبناني من محنته؟ أليس من المعيب والمخجل، أن يكون الأجنبي حريصاً على مصالح لبنان أكثر من مسؤوليه؟
أيها المسؤولون المدّعون الوطنية والإخلاص، فيما تنخركم الطائفية والفساد حتى العظم، ألا تخجلون؟؟؟
إذا أردتم معرفة ماذا يريد اللبنانيون، فنحن نقول لكم: لاتهمنا هوية أو طائفة هذا المسؤول او ذاك، ولا مَن منكم سينتصر على الآخر، ولا مَن هو القوي، ولا مَن هو الضعيف منكم ، فالشعب يريد أن يعيش بكرامة، وأن لا تسرقوا أمواله ومقدرات الوطن.
الشعب يريد حاكماً عادلاً نزيهاً يعمل لأجل المصلحة العامة، وليس لملء جيوبه وخدمة اسياده في الخارج.
الشعب يريد الوحدة والتآخي، وليس التفرقة والظلم باسم الدين والطائفة.
الشعب يريد أن ترحلوا، وتأخذوا معكم أزلامكم، وودائعكم الفاسدة من جسم الوطن.
الشعب يريد وطناً حقيقيا، مثل كل الأوطان الجميلة التي تحترم شعوبها وتحتضنهم، وليس قطعة أرض توظفونها سلعة في بازار السمسرات والمصالح الدولية، وتهجروا شعبها وتستقدموا إليها شتات العالم.
اتفقوا اليوم على إنقاذ الوطن، واذا كنتم غير قادرين على ذلك، فارحلوا ودعوا هذا الشعب يحيا بسلام. فلبنان أنجب المبدعين، وأرض العباقرة هذه لا تنضب من المخلصين، ولو افسدتموها يوماً بأنانيتكم وأحقادكم وحروبكم التي تكاد لا تنتهي.