#المغرّد
- " فادي غانم "
في انتخابات عام ٢٠١٨ بلغ حجم إنفاق بعض الأحزاب اللبنانية أكثر من عشرة ملايين دولار، أي وفقاً لسعر صرف الدولار اليوم ما يساوي ١٥٠ مليار ليرة. فهل يمكن أن نتخيل ماذا يمكن أن يفعل هذا الحزب في لبنان بهذا المبلغ اليوم، مع مواطنين بأمعاء خاوية، ينتظرون حصة غذائية بأقل من خمسين دولاراً؟
مع بدء توزيع هذه المساعدات الزهيدة ستعود الحناجر تصدح «بالروح بالدم نفديك يا زعيم». وهكذا سيسهل التحكم بشعب لبنان الخانع المنقسم على ذاته، واللاهث خلف زعماء عاثوا فساداً بأموال الشعب حتى انتفخت بطونهم وجيوبهم وعادوا يرمون له الفتات، فيما تحوّل بغالبيته إلى جماعة صُمٍّ بُكمٍ عُميٍ قابعين في الذُّلة.
يوزّع الرئيس الفنزويلي مادورو ٢٠ دولاراً شهرياً لمن يحمل بطاقة حزبية.
هل تتخيلوا بعشرين دولارٍ فقط يقود مادورو شعباً بأكمله، لواحدة من أغنى دول العالم. وقريباً هذا النموذج سيطبّق عندنا في لبنان.
يتقاتل اللبنانيون اليوم في المحال والسوبرماركت على كيس حليب وعبوة زيت صغيرة، وغداً على حفنة أرز ورغيف خبز. كل هذا والضغينة تُعمي بصائرهم ، فيقتتلون في سبيل كلمة تمس بسمعة الزعيم.
هل من خيانة عظمى أكبر من قيادة البلاد إلى الأنهيار ودفع الناس إلى الجوع والفقر؟
لبنان ليس فقيراً وغير صحيح أن أزمته اقتصادية، وأنه غارق في الفقر إلى هذا الحد، بل الصحيح أن زعماء لبنان يفتقرون إلى الضمير، ومتشبثون بعنادهم وأنانيتهم وكراهيتهم ومصالحهم الضيقة كعقولهم العفنة الصغيرة، ولا يُقيمون وزناً لمصلحة الشعب والوطن.
لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
أيها اللبناني ماذا تنتظر بعد؟
لقد أصبحنا في ما بعد بعد جهنم، لقد سرقوا الودائع والمساعدات والهبات، وفجّروا المرفأ، ودمّروا الاقتصاد، والآن يدفعون بكم إلى الفوضى وحمل السلاح، وقتل بعضكم بعض، باسم حقوق الطوائف، والشعارات المذهبية الكاذبة.
أيها اللبنانيون ماذا بقي لنخسره؟
لقد أخذوا منّا كل شيء، ولن يعيدوا لنا شيئاً، فإمّا أن نشمّر عن سواعدنا ونستعيد حقوقنا من أيدي عصابة المجرمين، وإمّا على الشعب والوطن والدنيا السلام.