#المغرّد
- " فادي غانم "
فيلم لبناني جديد بإخراج ضعيف جداً. هذا ما ينطبق على ما حصل في الأيام الأخيرة في بيروت، بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، الذي طالب المسؤولين اللبنانيين بتغير حكومي، والإتفاق على حكومة وحدة وطنية، مقابل الحصول على بعض المساعدات المالية الدولية .
وكان لافتاً طبعاً أن ماكرون قال بشكل صريح: دعوا خلافاتكم على السلاح والأمور الإستراتيجية وصراعات المنطقة، وركّزوا الآن على ما يمكنكم القيام به من إصلاح في الكهرباء والإدارة، كي نتمكن من مساعدتكم .
وسُرب أن ماكرون، في حديث خاص مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، طرح البحث مع الأمريكين في تخفيف العقوبات عن لبنان، شرط تشكيل حكومة جديدة، وحل مسألة ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل .
نجح ماكرون في اقناع حزب الله بضرورة التغيير الحكومي ، وكذلك نجح في إقناع الأمريكين بتخفيف الضغط عن لبنان، فشارك الرئيس دونالد ترامب في المؤتمر الذي عُقد لتقديم مساعدات إنسانية عاجلة بعد كارثة مرفأ بيروت .
لم يُعطِ الأمريكيون الضؤ الأخضر لإنقاذ لبنان وفك الحصار عنه، ولهذا السبب لم يتجاوز ما تم تقديمه في المؤتمر بضعة ملايين من الدولارات، لا تكفي للتعويض عن جزء بسيط من الأضرار التي أحدثها الإنفجار. لكن مجرد المشاركة الأمريكية في المؤتمر شكّلت إشارة إيجابية .
بعد الزيارة أمهل الرئيس حسان دياب حكومته شهرين، ويبدو أنه لم يلتقط جيداً إشارة الرئيس الفرنسي، ووعد بطرح مشروع انتخابات مبكرة، دون التنسيق مع رئيس المجلس النيابي، فرد بري بتعين جلسة مساءلة الحكومة الخميس المقبل، أو بشكل أوضح جلسة طرح الثقة وإسقاط الحكومة .
فشلت وساطة اللواء عباس ابراهيم بين السراي وعين التينة، فاستقال دياب وتلى بياناً، نسخة طبق الأصل عن الأسطوانة التي يُتحفنا بها معظم السياسيين اللبنانيين، "كان بدنا نعمل وما خلونا" .
يصعب على المواطن اللبناني فهم أو قبول هذا الإدّعاء الذي يردده الجميع .
سنوات من تمسّك التيار الوطني الحر بوزارة الطاقة ولا كهرباء، وكذلك تتمسك حركة أمل بالمالية ولا حسابات صحيحة، وتيار المستقبل بالداخلية ولا إصلاح إداري، وغيرهم بالأشغال ولا أشغال، وأخرون بالصحة والمستشفيات الحكومية تعاني، والنتيجة واحدة «ما خلونا». فمن هو راجح الخفي هذا الذي يمنع الجميع من العمل؟ ولماذا يا سادة لا تُخبرونا صراحةً بأسمه؟ .
حجة ضعيفة ومسرحية مبكية، ستتكرر قريباً مع بدء المشاورات حول تشكيل حكومة جديدة، والتنازع على الوزارات الدسمة، التي تملأ الجيوب وتُفرح قلوب أصحابها الذين سيمنعهم راجح وككل مرة من العمل والإصلاح .
عفواً سيد ماكرون لن تجد تغييراً جدياً في أيلول، ولن تفعل حكومة الوحدة الوطنية شيئاً، فكل حكوماتنا كانت حكومات وحدة وطنية وفشلت في تحقيق أي إصلاح يُذكر، ولن تكون حكومة الوحدة القادمة أفضل حالاً .
وحدها حكومة عسكرية من أصحاب الكفاءة والنزاهة والقرار الحر، ستكون قادرة على العمل وإعطاء أمل للشعب اللبناني الثائر، الذي لن يرضى بعودة من جرّبهم مراراً وتكراراً، من أصحاب التعصب الطائفي والمحاصصة والإستزلام. فاليرحل هؤلاء ما داموا عاجزين، وليفسحوا المجال لحكومة تقول «الأمر لي » فتُفرح اللبنانيين بقرارات جريئة وإصلاح حقيقي .