#المغرّد
- " اكرم كمال سريوي "
في حديث عبر شاشة تلفزيون الجديد، توقّع الوزير السابق وئام وهاب ، أن يصل سعر صرف الدولار في لبنان نهاية هذا العام، إلى أربعين الف ليرة لبنانية. وأضاف وهاب متحدثاً باسم فريق السلطة؛ إننا ننتظر ساعة الصفر، وعندما يتوقف مصرف لبنان عن دعم السلع، سنبدأ بخطتنا البديلة .
وقال وهاب سنأتي بالوقود من سوريا، والخزانات أصبحت ممتلئة هناك، وكذلك المواد الغذائية، ولن يمنعنا أحد ومن يمنعنا سندوسه بأرجلنا .
جميلة هذه العنتريات ولكن .
لقد دخلت ناقلات النفط الإيرانية سابقاً إلى سوريا، وإلى فنزويلا، ويتساءل الجميع، هل انتعش الاقتصاد في هذه الدول؟
وهل مشكلة لبنان الوحيدة هي في شراء النفط؟ ثم اذا كان النفط متوافراً في سوريا، فلماذا وكيف يستمر تهريبه من لبنان؟
لا احد يريد الإستسلام لأمريكا أو إسرائيل، ولكن هل فعلاً النموذج الفنزويلي، بات خياراً وحيداً أمام لبنان؟ وهل سُدّت أمامنا أبواب الإصلاح والإنقاذ؟
هل إصلاح الإدارة، ووقف الهدر والفساد وتوظيفات المحاصصة، ومنع تهريب السلع المدعومة، يمنعنا من تنفيذها الأمريكيون؟ ثم من يقوم بالتهريب وسرقة أموال الشعب؟ وهل فعلاً هم خفافيش ظلام مجهولو الهوية ؟ .
إذا صحّت تنبوءات وهاب، فإن لبنان قادم على مجاعة حتمية مع أنتهاء العام الحالي. وأمّا الخطابات والسقوف العالية والتهويل والسلاح، فسيصبح بعدها هراءً لا يفيد أصحابه بشيء، والحقيقة لن ترحم المرائين .
لقد شكّلت عظة البطريرك الراعي الأخيرة، خارطة طريق لإنقاذ لبنان. وبدل الكيدية والمناكفات، والكلام اللامسؤول الذي سمعه اللبنانيون، والذي أدخل الهلع إلى نفوسهم، كان الأجدى بهذا البعض، الإصغاء إلى صوت العقل، والبحث عن مخارج حقيقية لإنقاذ لبنان، ومنع وقوع الكارثة، التي سيصبح بعدها الغوغائيون هباءً منثوراً .
سيبقى الرهان على حكمة من بيدهم القرار، ولقد كان الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله السيد حس نصر الله هادئاً ومطمئناً، إن لجهة الإنفتاح على الحلول وكافة الدول الصديقة، أو لجهة دعوة الحكومة إلى العمل الجاد. لكن اللبنانيين أصبحوا يعلمون جيداً، أن الحل هو بتبديل جذري في السياسة والاقتصاد والأولويات، ووحدها وحدة كل الأفرقاء قد تُنقذ لبنان .