#المغرّد
كتبت "النهار" تقول: على رغم موجة التفاؤل السائدة، فإن عدم الاتفاق بعد على الاسماء، أو التباعد حيالها، حيث التفاصيل وحيث تكمن الشياطين، يؤكدان ان الحكومة لن تكون "بسترينة" رأس السنة، ولن يحلّ الاثنين المقبل موعد ولادتها كما أشيع، لكن من يعملون عليها يؤكدون انها ستكون حتماً هدية مطلع السنة الجديدة 2020. وتردد من باب الفكاهة ان الرئيس المكلف يسعى الى إعلانها في عيد ميلاده في الاول من كانون الثاني في اشارة الى ولادته الجديدة رئيسا للحكومة.
التشكيلة المؤلفة من 18 وزيراً حمل مسودتها الرئيس المكلف حسان دياب الى رئيس الجمهورية ميشال عون أمس، وطوال ساعتين، خاضا في تفاصيلها، اَي في التصنيف وتوزيع الحقائب ودمج بعضها عند الضرورة، خصوصاً ان عدد الحقائب الوزارية يبلغ 22.
وكشفت مصادر مطلعة أنه تقرر دمج وزارة الاعلام بوزارة السياحة، ودمج وزارة الصحة بوزارة الشؤون الاجتماعية، ودمج وزارة الاقتصاد بوزارة الزراعة، ودمج وزارة البيئة بوزارة المهجرين.
وقالت المصادر المطلعة على جلسة الساعتين من المشاورات إن هذه كانت مفيدة ومثمرة، حتى ان البحث فيها وصل الى حد ملء بعض الوزارات ببعض الاسماء التي تم الاتفاق عليها كما تناول البحث العقبات التي تواجه التشكيل، وهي، كما أكدت المصادر، ليست كثيرة. ومع ذلك، بدا واضحاً ان لا ولادة حكومية قبل انقضاء السنة الجارية، وهي مرجأة الى السنة الجديدة الا اذا أمكن تجاوز بعض التفاصيل المتبقية قبل هذا التاريخ بسحر ساحر، وخصوصا تجاوز عقبة التمثيل السني.
وعلم ان الرئيس المكلف سيقوم بجولة مشاورات جديدة مع بعض الكتل أو رؤساء الكتل اليوم وغداً. وهو اجتمع مع "اللقاء التشاوري" السني، واتصل برئيس "تيار المردة" سليمان فرنجيه، وبذل جهداً لتواصل ايجابي مع الحزب التقدمي الاشتراكي و"القوات اللبنانية". وفي معلومات خاصة بـ"النهار" ان الرئيس المكلف لا يحبذ عودة أي وزير من الحكومة السابقة ولا سيما منهم القريبين من الاطراف السياسيين، ويريد وجوهاً جديدة لا ارتباطات سابقة او معلنة لها.
وفيما نقلت اجواء ايجابية أيضاً من عين التينة، بدا التناقض جلياً في بعض التصريحات، اذ نقلت وكالة "الاناضول" عن مصدر قريب من بعبدا ان "الأسماء ليست جاهزة حتى الساعة"، وصرح موفد "حزب الله" الى بكركي "ان الوقت ما زال مبكرا لطرح الاسماء". وعن عرقلة في تأليف الحكومة، قال: "نحن مطمئنون الى أنه سيكون هناك تأليف سريع ولكن ليس متسرعاً، ولن تكون الحكومة من لون سياسي واحد انما حكومة لبنانية صرف وتخدم كل لبنان وتنقذ الوضع الاقتصادي، لأن هذا هو هدفها بغض النظر عن مواضيع سياسية أخرى".
في غضون ذلك، قال الرئيس عون إن البلاد تمر اليوم بظروف صعبة جداً وأزمة غير مسبوقة في تاريخها، "لكننا نأمل مع الحكومة الجديدة ان يبدأ الوضع بالتحسن تدريجاً ونتخطى الازمة، ويعود لبنان الى ازدهاره".
ولدى استقباله وفوداً عسكرية وأمنية مهنئة بالاعياد، نوه رئيس الجمهورية بالجهود التي بذلها الجيش وقوى الأمن للحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان، خصوصاً في الأيام السبعين الأخيرة التي شهدت تظاهرات وحراكاً شعبياً، ودعاها الى اليقظة لمواجهة أي خلل امني يحصل، وابقاء عيونها ساهرة لمكافحة الفساد ومعالجة الخلل وفقاً لما يعود اليها من صلاحيات يصونها القانون.
ووسط الاجواء المشدودة داخلياً والتي تفرض على المؤسسات العسكرية والامنية أعلى درجات الاستنفار، يبدو ان الحسابات السياسية والطائفية ستؤخر، من جديد، ترقيات العسكريين. فقد أعلن وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب أنّ هناك اشكالية في ترقية العقداء الى رتبة عميد في الجيش. وصر حبعد لقائه رئيس الجمهورية بأنّه طلب لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري للبحث في الملف، إلا أنه لم يستطع الحصول على موحد معه للتوصل الى حل.
ولاحقا أثار بيان مكتب رئاسة الحكومة عن توقيع الرئيس الحريري لكل مراسيم ترقية الضباط لغطًا كبيرًا، لأن الحريري وفق بيان مكتبه وقع المراسيم الواردة اليه كما أعدتها قيادة الجيش، ليتبين لاحقاً ان المراسيم الموقعة شملت الضباط من رتبة عقيد وما دون، ولم تشمل العمداء الذين يمتنع الحريري عن توقيع مرسوم ترقيتهم لوجود خلل طائفي فيه، ذلك أن عدد الضباط المسيحيين المنوي ترقيتهم يفوق عدد الضباط المسلمين.
وعلم ان الحريري لم يتسلم مراسيم العمداء التي علقت في وزارة المال بعدما امتنع وزير المال علي حسن خليل أيضًا عن تسلمها بحجة انه غير موجود في الوزارة، وتالياً فأن مرسوم ترقية العمداء لم يصل أساسًا الى مكتب الحريري من أجل توقيعه!
مناخيا، سيطرت العاصفة "لولو" على لبنان، ساحلاً وجبلاً، وأغدقت أمطارها وثلوجها بكثافة، مخلّفة أضراراً جسيمة في الطرق والممتلكات والمنازل في عدد من المناطق. وتوقع رئيس مصلحة الابحاث العلمية الزراعية الدكتور ميشال افرام انحسار المنخفض الجوي ابتداء من اليوم السبت، على ان يكون طقس السبت والاحد مستقراً نوعاً ما، مع أمطار متفرقة، في حين تسجل درجات الحرارة انخفاضاً كبيراً الاحد، ويتشكل الصقيع حتى الاثنين والثلثاء.
وطنية -