#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
يا حضرات السادة من الطبقة السياسية، نقول لكم بأسف شديد وبإسم شعب لبنان الأصيل المنتفض :
تأخرتم ....
نعم تأخرتم وكثيراً...
إنتهى الوقت الأصلي والوقت الإضافي، وما كان محل رضى من شعب الإنتفاضة في 17 تشرين الأول، لم يعد مقبولًا أو مسموحاً في 13 تشرين الثاني .
***
نعم تأخرتم ...
لأنكم لا تريدون ان تصدقوا وتروا بعيونكم ان شعب لبنان انتفض عليكم.
ها هو شهرٌ إلا يومان وأنتم ما زلتم في المربع الأول :
إستقالت الحكومة فلم تعيّنوا الإستشارات للتكليف، إلى اليوم، من أين تأتون بموهبة تضييع الوقت؟
هل تعرفون ماذا يعني مرور شهر من دون بدء استشارات التكليف التي يجب ان تعقبها استشارات التأليف؟
هل تعرفون ماذا حصل في هذا الشهر .
يقال حسب مصادر مطلعة ان "كبار قوم من ناهبي الجمهورية هرَّبوا أموالهم إلى الخارج "بملايين ومليارات الدولارات.
صغار المودِعين لا يعرفون ماذا حل وسيحل بودائعهم!
حيث عمم رئيس جمعية المصارف التوقف عن العمل في القطاع المصرفي.
أتعرفون لماذا؟
وان ما حدث في ساعة غليان في آخر الشهر بعد الاداء السيئ من قبل بعض المواطنين مع بعض الموظفين الأحباء في هذا القطاع، هو انفعال في لحظة عابرة، ولا يشكل الكارثة التي يسببها إقفال المصارف وتؤدي الى انهيار البلد.
وهناك عاملان مسؤولان عما وصل اليه القطاع المصرفي:
العامل الأول هو حاكمية مصرف لبنان، التي تضع السياسة النقدية ومسؤولة حيث حوّل من تحت نظرها ملايين ومليارات الدولارات الى الخارج.
والعامل الثاني هو الطبقة الفاسدة التي بسبب جشعها استفادت من كل التسهيلات وتسببت بعدم الاستقرار النقدي.
ولا ننسى ان هناك عاملا ايجابياً ثالثاً يتمثل ببعض المصارف الكبار حيث ودائع الناس عندها مقدسة.
***
إن شعب الإنتفاضة لم يعد يصدقكم لأنكم لستم صادقين، فلو كنتم كذلك لكنتم أختزلتم الجلجلة وتوصلتم إلى حكومة تخرج من حناجر المنتفضين وعقولهم غداة 17 تشرين الأول، ولكنتم وفرتم على الشعب معاناة تعطيل المدارس والجامعات والمعامل والمؤسسات .
أنتم تقبضون رواتبكم بكاملها، كقطاع عام، ولكن ماذا عن معظم الشعب اللبناني .
هذا دون راتب. هذا أُخرِج من عمله. هذا يتقاضى نصف راتب. هذا لا يعرف إذا كان يستمر إلى آخر الشهر .
ماذا يعني كل ذلك؟
لا لحكومة إلا على قياس انتفاضة الشعب لا على قياس مصالح ومنافع السلطة الفاسدة المنتهية صلاحيتها.
وهذا يعني ان أي طبقة سياسية شبيهة لِما هو قائم، ستجعل شعب لبنان يبقى في كل المناطق والساحات والشوارع ثائراً غاضباً، ناقماً على كل فاسدٍ وهادرٍ وناهبٍ من أموال كرامة شعب لبنان الأصيل.