#الثائر
مع فشل القوى الأمنية في منع "الغزوات" والحد من مفاعيلها التخريبية، من "الرينغ" إلى "الشفروليه" مرورا بـ "رياض الصلح" و"ساحة الشهدا"، وصولا إلى النبطية وصور وبنت جبيل، صار من الضروري إيكال تأليف الحكومة لزعران الشوارع، وحدهم قادرون على قيادة سفينة لبنان إلى بر "الهوان" والذل.
كم أخاف شعار "كلن يعني كلن" زعماء الطوائف، فتراجعوا ودعموا مكرهين المطالب المحقة، وأوعزوا للزعران أن "يؤدبوا" المتظاهرين والمعتصمين، إما بأمر عمليات مباشر، وإما بخطاب حاقد فيه من الدس ما يكفي لخراب البلد، وكأن كل الطبقة السياسية تريد تبني هذا الشعار مع استثناءات، "كلن يعني كلن" ما عدا الزعيم الفلاني، أو ما عدا "زعيمي"!
أما التذرع بإقفال الطرقات لضرب المعتصمين بالهراوات وما تيسر من سلاح أبيض وأسود، فيثير فينا الضحك حتى القهقهة، خصوصا وأن الطرقات إلى الوطن مقفلة منذ زمن بعيد ولا أحد تحرك أو سأل.
أحد المدسوسين والمندسين من أصحاب الهراوات "النبوتية" (النبوت عبارة عن عصا غليظة يوضع في مقدمتها مسامير) سئل لماذا ضربت المعتصمين؟ فأجاب: "لأننا نريد أن نذهب إلى أعمالنا"، وقيل له: ما هو عملك؟ أجاب: "عاطل عن العمل"!
- " دونكيشوت "