#الثائر
- اكرم كمال سريوي، خاص "الثائر"
سوتشي - روسية
برئاسة مشتركة بين الرئيسين، الروسي فلاديمير بوتن ، ورئيس الاتحاد الأفريقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ، وحضور أربعين رئيس دولة أفريقية، وأكثر من ثلاثة آلاف خبير ورجل اعمال، ينطلق اليوم 23 اوكتوبر 2019 في مدينة سوتشي الروسية، المنتدى الاقتصادي «روسيا-أفريقيا»، ليشكل عنواناً لمرحلة جديدة، ستترك أثراً هاماً، ليس على صعيد علاقة روسيا بالقارة السمراء وحسب، بل وعلى كامل مستقبل العلاقات الدولية .
سيبحث المؤتمرون على مدى يومين وخلال 32 جلسة، عدة مواضيع، تتركز في اتجاهات ثلاث: تطوير العلاقات الاقتصادية، وانشاء المشاريع المشتركة، والتعاون في القضايا الانسانية والاجتماعية. ومن المقرر ان يُقام على هامش المنتدى، معرض للشركات الروسية والأفريقية، في الصناعات الكيميائية، والتعدين، والزراعة، والنقل، اضافة الى الصناعات العسكرية .
ووفقاً لتقديرات الخبراء الاقتصاديين، فأن أفريقيا تُغطّي اكثر من 50% من اجمالي الطلب العالمي على الالماس، وتستحوذ على 42% من مكامن الذهب، و19% من اليورانيوم، و12% من النفط. وبالطبع ترغب الدول الأفريقية بالاستفادة من ثرواتها، وتطوير صناعاتها، هذا الامر الذي رفض الغرب مساعدتها به، واكتفى بنهب تلك الثروات، أكان عبر الاستعمار العسكري المباشر، او عبر الشركات المتعددة الجنسيات. وترى أفريقيا الآن في روسيا سبيلاً لحل مشكلاتها، وتطوير صناعاتها الوطنية .
أطلقت روسيا عام 2015 هذا المنتدى، ونصّت وثيقة السياسة الخارجية، التي وقّعها الرئيس بوتين عام 2016، على ان روسيا ستوسع علاقاتها مع أفريقيا في كل المجالات. وتشارك روسيا اليوم في قوات حفظ السلام في عدة دول أفريقية، مثل إريتريا، وإثيوبيا، والسودان، وجنوب السودان، والكونغو الديمقراطية، إضافة إلى كوت ديفوار وليبيريا، والصحراء الغربية. وتفوق مشاركتها، مشاركة نظرائها الأوروبين او الاميركيين .
يجمع روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي، تاريخ حافل من العلاقات الجيدة مع عدة دول أفريقية، وخاصة مصر بوابة القارة السمراء. وتدعم روسيا مطلب أفريقيا في اصلاح الامم المتحدة، والحصول على مقعد دائم في مجلس الأمن. وتُشكل المنطقة الصناعية الروسية، المزمع إنشاؤها على قناة السويس، نموذجاً سينتقل الى عدة دول أفريقية، وكذلك مفاعل الضبعة النووي ، خاصة وان المنتدى يضم ندوى خاصة للتعاون الروسي الأفريقي في المجال النووي، مما يسمح بتطوير قطاع الطاقة في الدول الأفريقية، الذي يشكّل رافعةً لاقتصادها .
لن تقتصر نتائج المؤتمر على العلاقات الروسية الأفريقية، بل ان العالم ينظر بترقّب الى هذا اللقاء، الذي لن يكتفي ببحث الجانب الاقتصادي فقط، بل سيتطرق الى عدة قضايا سياسية، لحل مشكلات القارة والعالم. وهو سيبحث قضايا عديدة كالسلام، والإرهاب، والمستقبل الرقمي، والامن السيبراني. وهناك تلاقي كبير في المواقف، بين روسيا وهذه الدول، خاصة مع مصر، التي تُشكّل بوابة القارة السمراء. وما من شك ان هذا المنتدى، يأخذ رمزية خاصة هذه السنة، بعد ما حققته روسيا من نجاحات، على صعيد اعادة التوازن في العلاقات الدولية، وترسيخ موقعها كقوة عظمى على المسرح الدولي .