#الثائر
في لبنان للفساد أوجه عدة، يتمظهر ويتبدّى بوجوه مختلفة، وغالبا ما يظن كثيرون أن الفساد صنو المآثم كالسرقة وهدر المال العام، لكن في الواقع هو أبعد من ذلك بكثير، وما تجذر في تربة السياسة اللبنانية عبر سنوات ما بعد "الطائف"، بات متثملا في أن وظائف الفئة الأولى، وفي حدود أقل الفئة الثانية وما دون، هي بعض "عطايا" زعماء الطوائف للتابعين والمستزلمين، ومن يصل صدفة إلى أي موقع يكون عرضة لضغوط كأن يؤدي "طقوس" الولاء للزعيم بمناسبة وغير مناسبة.
حيال ذلك، نجد أن ثمة افتئاتا يطاول في الغالب ذوي الكفاءة من خارج الانتماءات السياسية في مداها النفعي، والمعادلة القائمة أن من يطأطىء الرأس ويحابي يبقى ويستمر، لكن "محلقا" في فضاء الزعيم لا في فضاء العمل العام والمصلحة العامة، وهذا ما يفسر "التقاتل" بين أهل السلطة على تسمية الموظفين، ومن يعترض على الوصول إلى موقع مسؤول عبر بوابة الزعيم فيكون عرضة للتجهيل.
فمن هنا تحية وفاء الى السيدة لور سليمان صعب التي لم اكن أعرفها شخصيا حينما كنت ارسل نشاطاتنا البيئية واخبارنا المدنية المنوعة ولم تكن الا داعمة ووفية لان يصل صوت اللبنانيين جميعا من ان تسأل حتى عن انتمائنا أثناء توليها منصب مديرة الوكالة الوطنية للإعلام ...وهذا لا يدل إلا على الكثير من الموضوعية والمهنية وكما كانت تردد دائما ان الوكالة الوطنية للجميع وصوت الجميع وتهتم بكل النشاطات البيئية التي تساعد على تبيان صورة لبنان الجميل ... وعندما تعرفت عليها زاد احترامي لانها حقا مديرة نشيطة وقوية الشخصية، محترمة وفائقة التعاون والانسانية... لذلك استغرب وفي هذه المرحلة بالذات ان يتخذ قرار اقالتها وقيل ان السبب انها وضعت الوكالة في خدمة الشعب وغطت التظاهرات..... لا تكرهي شيئا ايتها السيدة المديرة المحترمة ، لعل الآتي خير لك واتمنى لك دوام النجاح التوفيق..