#الثائر
هو موسم الحرائق، شجرا، أحراجا، بيوتا وحكومة، وإذا كانت السلطة قد أوصلت البلاد إلى الإنفجار، فثمة مخاوف الآن من دخول لبنان في الفوضى والفراغ وما يترتب عليهما من تبعات تضاف إلى ما سبق من كوارث، فهل تبقى الحكومة أم تستقيل؟ وماذا عن المستقبل؟ وهل يبقى لبنان معلقاً بلا موازنة ولا حلول لأزماته المتعاظمة؟ وماذا سيحل باستحقاقات مقبلة إقتصاديا واجتماعيا؟ ماذا عن مصير " سيدر "؟
أسئلة كثيرة من الصعب الإجابة عنها، فالأمور تتطور لحظة بلحظة والأحداث تتسارع بسرعة وتزداد تعقيدا، وليس من باب التشفي وإنما من قبيل التذكير ليس أكثر، ما حصل بالأمس سبق وحذر موقعنا "الثائر" althaer.com من حدوثه مرارا وتكرارا، منذ نحو خمسة أشهر أو أكثر ونحن نؤكد أن لبنان على حافة الهاوية، وأن سياسة الحكومة وأداء السلطة السياسية سيفضيان إلى الإنفجار، وأنه لا بد من معالجات طارئة سريعة، لكن كانت ثمة مقاربات "ضرائبية" متسرعة أشعلت فتيل الأزمة، وامتدت نيران التظاهر والإحتجاجات إلى كافة المناطق، وتوحد اللبنانيون بصرخة الوجع والجيوب الخاوية.
يبقى المهم الآن توفير ظروف الخروج من أتون النار، ولكن بعيدا من تبني "العسكرة" وفرض النظام بالقوة كي لا ندخل في متاهة مظلمة، ويبقى المطلوب اليوم هو الحوار، وفقط الحوار لاستدراك الأسوأ، وما عدا ذلك، سيمضي البلد نحو المجهول وسيكون ذلك مخيفا على لبنان وعلى جميع اللبنانيين، خصوصا وسط ما تردد فجر اليوم من معلومات عن احتمال استقالة الحكومة تحت ضغط انتفاضة الشارع ضد الضرائب، ما نفته مصادر الرئيس سعد الحريري لاحقا، غير أن مسار الأوضاع يظل محكوما بالمفاجآت، ويبقى السؤال المطروح في هذه اللحظة الصعبة، هل أحرقت شرارة "الوتس آب" حكومة الوحدة الوطنية؟
تجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن التطورات المتسارعة طرحت جملة من الأسئلة والهواجس، فيما تبقى الأنظار شاخصة إلى قصر بعبدا بعد ظهر اليوم خصوصا وأن ثمة من يتحدث عن إعادة النظر بمجمل الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والنقدية، وقد لخص "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط الواقع المأزوم في إعلانه أن الرسالة وصلت، وأنه آن الأوان لحكومة جديدة، مؤكداً في الوقت عين أنه لن يُشارك في حكومة أخرى، لكنه أعلن انه لن يترك الرئيس الحريري وحده، وان الرئيس نبيه برّي موجوع أكثر مني، كاشفاً إلى ان استقالة الحكومة مرتبطة بما يمكن ان تنجزه في مجلس الوزراء اليوم.
كل الخوف أن تكون "ثورة الواتس آب" مقدمة لإعلان البيان رقم 1، ومن هنا، يبقى الحوار مقدمة للخروج من الأزمة واستدراك الأخطر.