#الثائر
إنتبهوا جيدا، ألا تتذكرون وعود سائر القوى السياسية بألا ضرائب على الفئات الشعبية ومتوسطي الدخل؟ يفترض ألا يكون " ألزهايمر " قد ضرب الذاكرة الوطنية الجمعية الجامعة، فالوعود إياها أطلقت منذ أسابيع، أو لنقل شهرين أو ثلاثة، ولا نظن أن النسيان يمكن أن يكون قد "فعل فعلته"، لكن نتخوف من "لعنة النسيان"، ذلك أن طبع الشعب اللبناني "نَـــسَّــى" أي ينسى بسرعة، لكن بالتأكيد عندما يتسوق هذا الشعب العنيد (بالإذن من زياد الرحباني) ويجد أن كل السلع ارتفعت أسعارها سيصاب بالصدمة، لكن سيظل على هتافه "بالدم بالروح".
طالما غابت المحاسبة سيظل الهدر هادرا كنهر من فساد، فغداً يُطوى ملف الحرائق الكارثية وكأن شيئا لم يكن، أما من المسؤول عن التقصير وإن كان معلوما فلن يرميه أحد بـ "قمر ورد"، إنها اللعنة تحل على اللبنانيين مع طبقة سياسية كان يفترض أن يكون ثمة بينها اليوم من هو خلف القضبان ومخفورا بالقيود لا محتفى به بالورود وأقواس النصر، لكن ثمة من هو محمي بطائفته ومن طائفته، ومثل هذا اللبنان لا يصح فيه قول "راجع يتعمر وأحلى مما كان"، فالأسوا هو المنتظر والمتوقع، وهذا حالنا منذ سنوات بعيدها والجديد، ودائما من سيء إلى أسوأ.
وسط ما نشهد من كوارث وأزمات مشرعة على المجهول، تساءل رئيس مجلس النواب نبيه بري في لقاء الأربعاء النيابي، لماذا نعيش حالة إنكار وكأننا لا نعاني من أزمة مالية واقتصادية واجتماعية، لافتا إلى "ضرورة إقرار الموازنة والإصلاحات خلال اليومين المقبلين"، ولا يزال هناك من يدفن الرأس في رمل الفضيحة و"يتمرمغ" في رماد الكارثة، والسياسيون أسياد الاستعراضات والعراضات من أدنى كارثة إلى أكبرها، والفقر سيكون في وقت قريب سيد المواقف وأبلغها، ولا شيء أبلغ من الوجع ساعة يستحكم بالناس ويحيلهم أشلاء على قارعة الهزائم من السياسة إلى الاقتصاد، كل يوم هزيمة إلى درجة أن عدّاد الهزائم الداخلية "الوطنجية" يكاد ينفجر، وقد تكون له ارتدادات زلزالية على مقياس سيء الذكر تشارلز فرانسيس ريختر.
في مطلق الأحوال، حتى الآن لا توقعات بخير أكيد، والأزمات ستظل تتعاظم خصوصا وأنه سُدت أبواب التفاؤل والتشاؤل أيضا أمام من هم اليوم وقود الكوارث الاجتماعية والاقتصادية، والكوارث الطبيعية أيضا مع حرائق اليومين الماضيين وغياب الرؤى المستشرفة لمخاطر ونيران، وتبقى الإشارة إلى أنه حيال ما يواجه شعبنا من تبعات أزمات مع أهل السياسة يصح أن يقال: إذا "هالغزلة غزلتكم حرير رح نلبس"!