#الثائر
لا تزال الحرائق تلسع رغم تراجع حدتها، ولسعها يصيب كيان الدولة برمته، صحيح أن النيران "بردت" قليلا في مَا عدا حريق من هنا وآخر من هناك، وآخرها في حرج "مزمورة" في قضاء الشوف، لكنها فضحت (بأكثر مما كان أحد يتوقع) حضور الدولة والمسؤولين اللاهين عن كوارث كان يفترض التهيوء والتنبه لها.
أخطر من الحرائق تجلى في الجولات الإعلامية للمسؤولين، خصوصا حين راحوا ينتقدون "التقصير"، تقصيرهم هم، إلى درجة كدنا نظن أن "كائنات فضائية" تآمرت على أحراج لبنان وعلى ناسه وأهله، في ظاهرة لم نشهد مثيلا لها من حيث الوقاحة، والأنكى "عينك بعينك".
في لحظة كدنا نتضامن مع المسؤولين إياهم، وننسى أنهم يعضهم يجني الملايين مع كل طلة صباح وجرس بورصة، لا سيما وأنهم "باعونا" معسول الكلام وبعضهم كادت تنفجر الدموع من عينيه الوقحتين.
لم ينتهِ الخطر، فالحرائق ستودع لبنان وسنغرق في فيضانات الشتاء والصرف الصحي، وسنشهد "زعيق" الأسطوانة ذاتها، وليس ثمة ما هو أفظع من الكوارث إلا حين يقوم المسؤولون بتغطية فشلهم بمواقف شعبوية، والعياذ بالله!
- " دونكيشوت "