#الثائر
أقام اللقاء المشرقي عشاء تكريميا للمشاركين في مؤتمره الأول في صالة السفراء - كازينو لبنان، في حضور نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي ممثلا رئيس المجلس نبيه بري، رئيس اللقاء المشرقي وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، عضو "تكتل لبنان القوي" النائب إدغار طرابلسي، نائب رئيس اللقاء حبيب أفرام، رئيس الرابطة المارونية النائب السابق نعمة الله أبي نصر، نقيب المحررين جوزف القصيفي، وفاعليات.
إستهل الحفل الذي قدمته الإعلامية اسبرانس غانم بالنشيد الوطني، ثم ألقى عضو اللقاء السفير عبدالله أبو حبيب كلمة أعلن فيها عن تكريم اللقاء عددا من الشخصيات منهم الأمين العام السابق لوزارة الخارجية السفير الراحل فؤاد الترك "الذي خدم لبنان واللبنانيين في معظم دول أميركا اللاتينية والشمالية وغيرها من الدول، متحدثا عن إنجازاته في وزارة الخارجية والمغتربين، ومنها الطلب في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أن تنشىء في لبنان مركزا للحوار بين الأديان والحضارات وقد تطورت فكرته بعدا وجهدا مع الرئيس العماد ميشال عون الذي طالب في العام 2017 الجمعية العامة للأمم المتحدة بإنشاء أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار"، مؤكدا أن "الترك حافظ على وحدة الوزارة وإنتشارها حول العالم في السنوات العصيبة".
باسيل
بدوره قال الوزير باسيل:"نجتمع اليوم، بمبادرة من اللقاء المشرقي الذي إنطلق من بيروت لتكون مقرا دائما له، كما هي مقر دائم للحريات. واللقاء أنشأته مجموعة من اللبنانيين ونأمل أن يضم تباعا إخوانا لنا من جنسيات مشرقية أخرى، وأن يصبح منصة تفاعلية للمشرقية بدولها ومجتمعاتها وإنسانها، وأن يتحول هذا الإجتماع إلى لقاء سنوي دوري يتوسع ليشمل كل من يؤمن بفكرة المشرقية فيكون محطة لحشد الدعم والتأييد لما يحمله اللقاء المشرقي من أفكار إنسانية نبيلة تدور كلها حول التسامح والقبول بالآخر والتعدد كنموذج حياة بين الناس".
أضاف:"إن المشرقية هي حضن حضاري ثقاقي يمتد على مساحة العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، لكننا نريد تحويلها من مفهوم مجرد للحضن إلى حاضنة جغرافية حسية على أمل ان تأخذ شكل الكيان السياسي الإقتصادي الذي يحصد هذا الكم الحضاري والإرث الثقافي غير المسبوقين في تاريخ البشرية".
وتابع:"إن المشرقية تنطلق من تاريخ مشترك لتشكل مشروعا رائدا مطورا لشعوبها ومستندا إلى رؤية سياسية واقتصادية تتكامل مع الفضاء العربي، دون أن تتناقض معه. تتميز مشرقيتنا بأن أبناءها كانوا رواد النهضة العربية التي عمت مصر وبلدان المهجر آنذاك، وابناء المشرقية هم الذين أيقظوا العروبة في وجه التتريك وهم أول من تصدى للصهيونية بعقيدتها وبمشروعها القائم على تمزيق فلسطين وخلق كيان احادي بديل عنها وتوليد توترات من حوله بهدف تشجيع كل الكيانات المتنوعة المحيطة".
واعلن ان "أبناء المشرقية هم الذين أشعلوا حركات التحرر والإستقلال، واحتضنوا الحداثة والمدنية والعلمنة فحافظوا على الخصوصيات من دون تقسيم ولا تقوقع. إن مشرقيتنا تنشد الوحدة الإقتصادية طوعا لأنها تنبع من قيم ومصالح مشتركة، فلا يفرضها ديكتاتور ولا عقيدة، بل يقودها الوعي والقرار الحر الذي يحفظ لكل دولة من دولنا إستقلاليتها وحرية قرارها ويعزز المشترك الجامع بينها. إلا أن المشرق الذي ظهرت دوله مع بداية القرن الماضي يعيش جلجلة بدأت مع ولادة إسرائيل كمشروع صهيوني عنصري غريب عن نسيج المنطقة، تسبب بمأساة فلسطين وولد حروبا كثيرة تفجرت قتلا وإرهابا في دول العراق وسوريا ولبنان، فأرهقتها وأستنزفت مواردها وأعاقت إقتصادها ودمرت ثقافاتها ومزقت نسيجها الإجتماعي، ردنا على ذلك هو في تنتج مشرقيتنا إطارا يحكم تنوعنا وينظم إقتصادنا ويبني مستقبلا مشتركا يتحقق فيه الإزدهار على أساس تكامل الإنتاج بين الدول فتصبح المشرقية قوة عظيمة بإتحاد قدراتها وناسها".
وقال:"لدينا إرث كبير لا يكفي، أن نحافظ عليه، بل يجب أن نستثمره ونفعله لصالح خير إنساننا. فمشرقيتنا إنفتاح وتنوع، وهي تحضن عروبتنا وآراميتنا وكرديتنا نحن لا نعزل أحدا ولا ننغلق على أنفسنا، لكننا نعزل كل عنصرية تناقض تاريخنا المشترك وأخطر العنصريات إثنتان: إسرائيل التي تحتل أرضا مشرقية والإرهاب التكفيري الذي يحتل عقولا منغلقة. إن أرضنا تميزت عبر تاريخها بالتنوع، وإنساننا تميز عبر حضاراته بالتفوق والإبداع، أرضنا إبراهيمية كنعانية يهودية مسيحية إسلامية في مشرقنا، نجمة داوود لا تتطفىء النجم الذي أضاء درب المجوس إلى مغارة بيت لحم، وهيكل سليمان لا يلغي المسجد الأقصى ولا كنيسة القيامة، وإنساننا تميز منذ الفنيقية بقدرته على الإبحار بعيدا وعلى حمل الحرف والتجارة معه ليفتح بهما عوالم جديدة، بل يكفي تميزه بالنجاح والإندماج في أي مجتمع يدخل إليه".
أضاف: "ان مشرقيتنا دعوة مفتوحة للسلام بين الشعوب، وهي ليست أقليات تتصارع في ما بينها. فالخصوصيات ثقافية تتعاون في ما بينها فلا يخشى أزيدي على حياته ولا يخاف سرياني أو كردي على مصيره ولا يقلق درزي أو علوي أو مسيحي على وجوده، ولا يتوجس سني من المؤمرات ولا شيعي من الإضطهاد. مشرقيتنا تحتضن عراق ما بين النهرين كما تحتضن سوريا، وتضرب لهما موعدا مع النهضة الإقتصادية والإجتماعية. مشرقيتنا تحتضن أرض فلسطين وتريدها أرض سلام، ولا سلام من دون حقوق لأصحاب الحقوق، لا سلام من دون دولة فلسطينية تفتح بولادتها الباب على أفق جديد، وإلا سيستمر الصراع بلا أفق. مشرقيتنا تحتضن لبنان دولة تنوع وحريات ونموذج حياة ديمقراطية، يقدم للمشرق فيها صيغة لحل مشاكله بالحوار وليس بالعنف، لبنان هو صاحب دور في إطلاق التفاعل المشرقي إقتصادا ومالا، صناعة وزراعة، علما وثقافة نقلا مشتركا وسوقا موحدة. لذلك تقع المشرقية في صلب الرسالة اللبنانية التي كرستها الأمم المتحدة في الوثيقة التأسيسية لأكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار التي أطلقها فخامة الرئيس العماد ميشال عون. لبنان هو موئل الذاكرة المشرقية ومنصة المستقبل المشرقي، نحن المشرقيون نتكامل بالمعرفة وبالإقتصاد بالثروات وبالإنسان نتعاون مع إمتدادنا العربي من الجزيرة إلى اليمن وننفتح على إفريقيا من بوابة مصر ونتجاور مع تركيا وإيران ونتشارك مع أوروبا في حوض متوسطي حضاري نتفاعل ونبني مع الجميع علاقات الثقة التي ترتكز على الأمن المشترك والمصالح المشتركة نحن أهل المشرقية التي يجب أن تكون تكاملية في الإقتصاد ما بيننا ومع جيراننا ومحيطنا، نحن نتقاتل في ما بيننا بينما الآخرون يبنون من دمائنا النازفة ومالنا المهدور وإنساننا المنتشر قوة لدولهم لذلك يريدوننا متفككين متناحرين لتسهل السيطرة على مقدراتنا. آن الآوان لأن نفكر جميعا بما وصلنا إليه وأن نخرج من هذا الوضع البائس حروبا ونزوحا ولجوءا وهجرة".
وختم:"نملك الطاقة البشرية والثروة الطبيعية بحرا وبرا، المهم ألا نكون أدوات للخارج ونلتفت دوما صوبه بل، أن نلتفت إلى الداخل وصوب بعضنا البعض فنحرر قدراتنا وننفخ الأمل والثقة بشعوبنا. يجب أن نكون أهل المشرقية المتكاملة في محاربة الإرهاب وإلغاء الفكر الإلغائي. نحن قوة عظيمة قادرة على تغيير وجه الشرق ووجهته وإستيلاد كيان مشرقي نموذجي وفاعل، شرط أن نوحد أهدافنا وننتظم في مشروع حضاري مستقبلي وفي جبهة مشرقية معاصرة تقدم لمنطقتنا وللعالم قيمة إنسانية مضافة. املنا كبير أن نعمل معا داخل مساحتنا المشرقية ومع منتشرينا في العالم ونؤمن الحشد الدولي والحاجة الإقليمية لمشروعنا لنحقق هذه الأهداف الإنسانية العالمية النبيلة".
دروع
وتخلل الحفل تقديم دروع تكريمية لكل من السفير الراحل فؤاد الترك تسلمها السفير إيلي الترك، رئيس مكتب الحوار وأمين سر العلاقات الدينية مع المسلمين في الفاتيكان المونسنيور خالد عكشي، نائب الوزير الإتحادي لجمهورية ألمانيا السابق تيلو براون، رئيس اللجنة الرئاسية العليا الفلسطينية لشؤون الكنائس الوزير رمزي خوري، وزير الدولة في المجر تريستان أزبيج.
اقتراح
ثم قدم الفرزلي إقتراحا، بأن يعتمد اللقاء المشرقي كلمة الوزير باسيل التحديد العلمي لمفهوم كلمة المشرقية وأن تعتمدها كل المنتديات التي يتم فيها بحث مشاكل المنطقة والمشرق.