مقالات وأراء

القضية الكردية... عالم فقد صلاحيته الإنسانية!

2019 تشرين الأول 11
مقالات وأراء المدى

#الثائر

– محرر الشؤون العربية والدولية

مرة جديدة تتخلى الولايات المتحدة الأميركية عن حلفائها، تتركهم مكشوفين لنار تلتهم تراب الأجداد وتجتثهم من جذورهم بذريعة مواجهة "الإرهاب"، فيما ليس ثمة من إرهاب أكبر ساعة تجتمع الدول الكبرى على ذبح الأكراد، فاسحة المجال لتسطير مجزرة جديدة في تاريخهم المرسوم بالموت والدم، من العراق إلى سوريا وتركيا وإيران، في هذا المدى الحالم بوطن وهُوية، فيما ثمة شعب استقوى العالم على أحلامه وأمعن به نحرا منذ عقود طويلة، ولا رف جفن سابقا ولا يرف اليوم على وقع المذبحة.

لا صاحب ولا صديق للولايات المتحدة الأميركية، هذا ما أكدته الأحداث والتطورات الأخيرة وقبلها وسط سياط "الحرب البادرة"، لكن ماذا عن باقي الدول؟ وكيف تواكب وتقارب ما يحصل في الشمال السوري؟ وهل يمكن أن يجتمع العالم على السماح بإبادة شعب؟

فيما يتوغل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قاضما أراض سورية، ثمة من هو موافق ضمنا ويساعد ضمنا، وبعض رؤساء الدول يمسكون العصا من الوسط، وفي مقدمهم روسيا، خصوصا وأنها "تفهمت" جيدا الهواجس الأردوغانية من خاصرة مصالحها، لا سيما وأن ثمة مليارات من الدولارات يسيل لها لعاب الكرملين كرمى لـ "عيون" صواريخ "إس 400"، فيما العين الأميركية على ملايين مماثلة كرمى لــ "عيون" أنظمة "الباترويوت" المحدثة، هي حرب مصالح من الاقتصاد إلى الاقتصاد، من الموت إلى الموت ومن الدم إلى الدم.

وعلى وقع الغارات والقصف تهاتف واشنطن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مهددة بالإقتصاد تارة، ومبدية خوفها على قيادي "تنظيم الدولة الإسلامية" ( داعش ) تارة أخرى، خصوصا وأنه في الاستراتيجيا الأميركية لم ينتهِ الدور الوظيفي لـ "داعش" وأخواته، أما أوروبا "عصر الأنوار" والديموقراطيات العريقة وحقوق الإنسان، ففي واد آخر، مواقف مخفورة بحياء يبقيها شاهدة زور لا أكثر، وهي التي واكبت المجازر بحق اليزيديين والمسيحيين في العراق وسوريا بالدعوة لاستقبالهم ومنحهم جنسيات دولها.

عالم لا يقيم اعتبارا إلا للمصالح، يلتقي الخصوم وتتقاطع الأهواء، وأميركا لا تعرف لها صاحبا، وتحذو الدول الكبرى حذوها، وكأن ترامب ليس الوحيد في براغماتيته الفاقعة، والمشكلة أن الكل "يفهم ويتفهم" هواجس "الطيب أردوغان"، لكن إلى الآن، ومنذ مئات السنين ليس ثمة من "يتفهم" القضية الكردية، ولا يبالي بمذابح ترتكب في القرن الحادي والعشرين، عالم يترنح فقد صلاحيته الإنسانية منذ أمد بعيد!

اخترنا لكم
إسرائيل تضع ثلاث خيارات أمام الفلسطينيين.
المزيد
قصف كثيف على غزة يفاقم «الكارثة الإنسانية»... وآمال التوصل إلى هدنة تتلاشى
المزيد
اللعبة انتهت وتم اتخاذ القرار. GAME OVER.
المزيد
التناقض الأميركي
المزيد
اخر الاخبار
بايدن سيلتقي نتنياهو قبل خطابه أمام الكونغرس
المزيد
الرياض تعرب عن «قلقها البالغ» من التصعيد العسكري في الحديدة
المزيد
الفوضى الرقمية: كيف تسبب تحديث خاطئ في شلل عالمي ودفع بأجندات الأمن السيبراني إلى الواجهة؟
المزيد
إسرائيل تضع ثلاث خيارات أمام الفلسطينيين.
المزيد
قرّاء المغرد يتصفّحون الآن
مليار شخص في خطر بسبب مشغلات صوتية
المزيد
نتانياهو يعلن نهاية "درع الشمال".. وتدمير أنفاق "حزب الله"
المزيد
جريصاتي تفقد معسكر حماية الطيور المهاجرة: ليست ملكا للبنان بل عابرة فوقه وواجبنا حمايتها
المزيد
ايران: مخاوف الاتحاد الأوروبي من التجارب الصاروخية غير بناءة
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
لبنان على حافة كارثة جيولوجية!
"واتس آب" يطلق ميزة جديدة لتسهيل المراسلات الصوتية في الأماكن الصاخبة
فيديو.. بسعر 6.2 مليون دولار.. بيع أغلى "موزة" في التاريخ
سابقة.. أول صورة مفصّلة لنجم في مجرّة أخرى غير درب التبانة
الحاج حسن: أضرار القطاع الزراعي هائلة ومسح جوي لتقييم الخسائر بالتعاون مع الفاو
بعد إخبار رازي الحاج... إلقاء القبض على ٤ أشخاص