#الثائر
– قسم الشؤون المحلية
إذا ما رصدنا مواقف مسؤولين من مختلف التوجهات الحزبية ومن سائر التيارات السياسية المنضوية في السلطة، ولا سيما على مستوى الكتل النيابية، نجد أن أمين سر تكتل "لبنان القوي" النائب إبراهيم كنعان أقلهم كلاما (تغريدا على نحو خاص) وأكثرهم عملا ونشاطا، لا بل وإنجازات أيضا، بشفاعة ما حققه إلى اليوم، محلقا في فضاء يكاد يبقيه متفردا في تجربة نيابية وسياسية لا تشبه إلا صاحبها، دأبه العمل ولا شيء سوى العمل، لأنه وحده المطلوب راهنا ومستقبلا لجبه التحديات وتخطي الأزمات وتجاوز العثرات وما أكثرها.
المفارقة أن أكثر المصطادين في الماء العكر و"المتخصصين" في "الإغارة" على الخصوم وتوتير البلد وفرملة إندفاعه من على منصتي "تويتر" و "فيسبوك" ينتمون إلى فئة السياسيين العاطلين عن العمل، ما خلا حضور بعضهم لجلسات اللجان النيابية (لا نظلم إن قلنا بأن ثمة سياسيين هم "كْمالة" عدد)، فضلا عن المشاركة في نشاطات "الويك اند"، من قص شريط افتتاح إلى تدشين مشروع "عا قد الحال"، أو رعاية لا لزوم لها لترويقة خيرية أو زرع غرسة أرز تموت من عدم رعاية لاحقا.
في العادة، لا يسلم هؤلاء من نقد، ولم نوفرهم في موقعنا althaer.com في سياق عرضنا لواقع سياسي محكوم بأزمات تتطلب مواجهتها التخفيف من حدة المواقف، خصوصا وأن الكل معني بخلق فسحة تلاق وحوار، لا سيما وأن حال البلد يستدعي التوافق لا الاختلاف، والعمل لا المناكدة، والابتعاد عن كل ما يفرق طالما أن الهموم مشتركة والهواجس واحدة، وهذا يعني أن يكون التصدي لهذه الهموم على قاعدة التعاون والتشارك، وهذا أقل الإيمان.
نتوقف في هذا المجال عند مبادرة أطلقها النائب كنعان فيما كان آخرون يمضون أوقاتهم "تغريدا" وسجالا لزوم ما لا يلزم، مبادرة حققت دعما لمزارعي التفاح في بلدة بسكنتا (قضاء المتن) مع عدد من بلديات المتن الشمالي وبعض المندفعين لصالح الشأن العام، وجاءت بمردود مالي وصل إلى 100 مليون ليرة، وهذا تأكيد على أن العمل أهم بكثير من إطلاق المواقف من باب "العنتريات"، خصوصا وأن هذه المبادرة انعكست إيجابا على قطاع يعاني من عدم القدرة على تصريف الإنتاج، وثمة مفارقة أيضا أن ثمة مسؤولين "ركبوا" موجة التفاح متأخرين باستعراضات بعضها أذل المزارعين!
وفي مجال آخر، أطلق تكتل لبنان القوي قبيل اجتماعه أمس الأول الثلاثاء حملة "نفّذ"، وأعلن وزير الخارجية جبران باسيل بعد الإجتماع عن أنّ "حملة نفّذ هي فكرة النائب ابراهيم كنعان، بدل حملة فلّ"، وذلك في إشارةٍ الى أنّ البلاد تحتاج الى تنفيذ القرارات للخروج من الأزمة.
حبذا لو يقتدي كثيرون بالنائب كنعان، ويريحون أعصاب الناس ويرحمون ويريحون فيسدون بذلك خدمة للبنان لا تقدر بثمن، وباختصار نقول، النائب كنعان "نفَّذ"... فهل يتعظ العاطلون عن العمل!