#الثائر
تؤثر النائبة رولا الطبش أن تكون متخصصة في الدفاع عن رئيس الحكومة سعد الحريري، ولا ضير في ذلك، فجل نواب الكتل النيابية دأبهم الدفاع عن رؤساء وزعماء طوائفهم، وهذا حالنا في لبنان عندما تقصي القوى الطائفية أي صوت ينادي بلبنان الوطن لا الزعامات وإقطاعياتها المحددة في الدستور والأعراف المستجدة، وكان يمكن أن يكون هذا "الاختصاص" أمرا عاديا لا اعتراض عليه، لكن نطرحه مخافة أن يتعطل البلد عند حدود الصلاحيات، كما في كل مرة، وهذه الأخيرة، أي الصلاحيات تعني في مكان ما "هذا لك وهذا لي"، فهل بمثل هذه الذهنية نبني بلدا؟
وأشارت الطبش اليوم في معرض حديثها عن أن البلد يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، واللبنانيون ينتظرون تطبيق مؤتمر "سيدر" لتحريك العجلة الاقتصادية إلى ثقة المجتمع الدولي بالرئيس سعد الحريري، وكنا نتمنى أن يكون لبنان محط ثقة العالم، انطلاقا من مقولة الشهيد رفيق الحريري يوم قال "ما في حدا أكبر من بلدو"، وما يصح في النائبة الطبش يصح أيضا بالنسبة لكل القوى الطائفية و"مغرديها" حين يقدمون الزعامة على حساب لبنان.
وتوقفت الطبش عند "الهجمة الشرسة" التي يتعرض لها الرئيس الحريري، ولكن ألا يتعرض رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لهجمة شرسة؟ وماذا عما يتعرض له أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله والنائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وغيرهم؟ وقالت الطبش أيضا إن سلطة رئيس الحكومة ومهامه واضحة في الدستور، ولا أحد يستطيع تجاوزها، لأن زمن التعدي على الصلاحيات ولى الى غير رجعة"، لتخلص إلى مقولة: "رحم الله امرىء عرف حده فوقف عنده"، لكن لماذا لم تتحدث الطبش عن تجاوز الدستور والقانون من قبل سائر القوى السياسية؟
أصابت الطبش حين رأت أن "البلد يئن، والمواطنون يحتاجون الى عمل، فيما هناك فريق يبحث عن جنس الملائكة ويضيع فرصة ذهبية سيستفيد منها لبنان. فلنوحد صفوفنا ونبدأ بالاصلاح لانطلاق سيدر"، لكن هنا، لا بد من التذكير بأن البلد يئن أيضا من سوء إدارة السياسيين، والكل يبحث عن جنس الملائكة، وفرصة "سيدر" مقدمة لرهن لبنان أكثر للدول والمؤسسات المالية العالمية، وما تقدمه السلطة اليوم على أنه "ترياق" اقتصادي لن يساهم بأكثر من تعميق الأزمة طالما أن السلة مثقوبة بالهدر أو السرقة فالأمر سيان.