#الثائر
قلة من المسؤولين تفرض هالة حضورها ما إن تصبح في دائرة الضوء، خصوصا في بلد مثل لبنان، ذلك أن التابعين كثر لا يتعدى حضورهم قامة ظل الزعيم، لكن هذه القلة تنقض مقولة أن يكونوا رجع صدى لخطاب يقصي المجتهدين، أو يقصون أنفسهم ظنا منهم أن في ذلك ما يرضي ويطمئِن، ويبقي الكرسي منذورا لهم كرمى لعيونهم، وسط كل ذلك نجد كيف أن ساحة العمل السياسي في لبنان أصيبت بالتصحر، وتحولت "تغريدا" لمجرد المناكفة وصب النار على زيت الخلافات وما أكثرها.
نتحدت هنا عن نائب من قماشة مختلفة، نتحدث عن النائب فريد البستاني ، نتحدث بأريحية ولا نستعير ولا نمالىء، فالنائب البستاني كرس في فترة زمنية قياسية أطرا متقدمة على مستوى العمل العام، نائبا ارتقى إلى هموم الناس، لم يصرف من رصيد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بل زاد عليه، ولا من التيار السياسي الذي محضه الثقة، فبادله بأكثر منها، ولم ينحدر إلى الضيق من خلافات، فاستحقه الشوف واستحقه لبنان، ولا نفتئت على نواب آخرين في أي تكتل أو منطقة، الكل عمل ويعمل، لكن نتحدث عن مسحة متميزة لمسؤول كرس معيارا مختلفا في صرح الدولة، وهذا ما نحتاج إليه لنتخطى العاثر من أزمات ومحن وصعوبات.
لا نتحدث بالتأكيد عن مشروع إنارة على طريق رئيسية تربط الدامور ببلدات دميت وكفرحيم ودير القمر، بعد تركيب أعمدة إنارة على الطاقة الشمسية، هو مشروع مهم واستثنائي جاء نتاج جهد بذلته وزارة الطاقة والمياه مع نواب آخرين ما وهنت هممهم وبينهم البستاني، لا نتحدث عن مشروع بعينه، وإنما نطل على توجهات عامة تبناها البستاني من أجل "شوف" أفضل، ومشروع الإنارة ليس أكثر من تفصيل إزاء ما طرحه وتبناه البستاني ليعيد الشوف إلى الشوف، ليتساوى المقيمون والعائدون في ترسيخ التنمية، في تأطير التفاعل والتكامل ليعلو البناء ويتحقق الإزدهار وتكون التنمية مقدمة لوقف النزوح إلى المدينة.
وأبعد من ذلك، جاءت توجهات البستاني منسجمة، لا بل في صميم توجهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وقدم صورة ناصعة حملت ملامح تفيض خيرا، ورفد "التيار الوطني الحر" بما يملك من رؤى وأفكار وتطلعات، فأغناه واغتنى به تكاملا مطلوبا ليكون لبنان في منأى عن أزمات من السياسة إلى الاقتصاد.