#الثائر
" أرامكو " تشتعل ورئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب متريث في توجيه اتهام مباشر للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وما كان ينقص سوى الإعلان "رسميا" ألا مسؤولية على جماعة الحوثي في اليمن، وأن الطائرات المسيرة مصدرها "مثلث برمودا"، مفارقة تحتاج "الضرب في الرمل" و"تحضير أرواح" لفهم ما يدور في رأس سيد البيت الأبيض، خصوصا وأن بعض العرب بدأوا يندبون حظهم العاثر ويشكون سوء البخت والطالع، فيما رهاناتهم سقطت مرة جديدة (لن تكون أخيرة)، لا سيما وأن الخيارات الأميركية عينها على آخر دولار من آخر برميل نفط يستخرج من رمال الصحراء العربية وقد غدت رمالا متحركة تردم فيها الخيبات واحدة تلو الأخرى.
وفيما لا تزال الصورة ملبدة بغيم الأسئلة، تبدو منطقة الخليج مشرعة على احتمالات كثيرة، لكن بالتأكيد لن تفضي إلى نشوب حرب واسعة، فالتوتر مطلوب بالرغم من أن الهجمات الأخيرة على منشآت نفطية لشركة "أرامكو" السعودية زلزلت السوق النفطية العالمية، وليس ثمة منطقة في العالم تكاد تكون بعيدة من تداعياتها، لكن ما يستدعي وقفة تأمل تمثل في آخر التصريحات الأميركية في هذا المجال، وعلى لسان ترامب نفسه، إذ امتنع عن توجيه اتهام مباشر وصريح لإيران بتنفيذ تلك الهجمات، مكررا معزوفته الشهيرة بأن على المملكة العربية السعودية تحمل المسؤولية الأكبر في ضمان أمنها وأن مساعدتها تتطلب دفع المال.
وفيما كانت التحليلات من قبل منظري الأنظمة النفطية تنتظر وتتوقع "حربا تأديبية" ضد إيران وحلفائها، كان ترامب واضحا حين أشار إلى أن السعودية تدفع نقدا لقاء حماية السعودية، مستتبعا ذلك بأنه يتعين على السعوديين تحمل المسؤولية الكبرى لجهة ضمان أمنهم، وهذا ما سبق وأعلن عنه في مرات سابقة.
لا بل أبعد من ذلك، بدا ترامب متريثا فوق العادة، حين أكد أنه من السابق لأوانه الحديث عن أي خطوات ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكأنه أبقى أبواب الابتزاز مشرعا في أكثر اتجاه، وفي هذه الأثناء، بدأت السعودية تحقيقا تشارك فيه الأمم المتحدة، غير أن المعطيات التي أصبحت في حوزة الأميركيين، وتشير إلى أن واحدة وعشرين مسيرة ضربت واحدا وعشرين هدفا وأن كل مسيرة لا يمكنها إصابة سوى هدف واحد ولا تستطيع تاليا الطيران أكثر من بضعة كيلومترات لا سيما أنها مزودة متفجرات.
متى تستفيق الأنظمة المسيرة عن بعد؟ أم أن المطلوب حماية أميركية لدول الخليج حتى آخر برميل نفط؟!