#الثائر
"نأسف لأن الخط الوطني السيادي مشرذم".
نديم الجميل
"بلدنا محكوم من الخارج ومن قرر ذلك يقوله".
سامي الجميل
التاريخ اليوم 14 أيلول (سبتمبر) 2019، لكن مضمون كلام النائبين يرقى إلى زمن إبراهيم باشا و"المسكوب" ويوم كانت النمسا والمجر دولة واحدة، وحتى الآن لا نعلم من يمثل الخط السيادي في لبنان، ولا نعلم كذلك من يحكمنا من الخارج، أو متى لم يكن لبنان محكوما من خارج ما، صديق أو عدو، خصوصا وأن في لبنان اليوم ليس ثمة خط سيادي إلا ذاك الذي يمثله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بمواقف رجل الدولة الواثق القادر والمستشرف لأخطار من الخاصرة الإسرائيلية.
من يتحدث عن خط وطني سيادي فليشمر عن ساعديه ويحمي اللبنانيين من صلف الإسرائيلي، إلا إذا كانت لديه وجهة نظر أخرى، كأن تكون سوريا وإيران "عدوتين"، عندها يكون السلم مع إسرائيل مطلوبا بأي ثمن، وأن ينخرط لبنان في صفقة القرن ويصفق لقرار قضى بأن تكون القدس عاصمة أبدية لإسرائيل والجولان أرضا توراتية، وكذلك الضفة الغربية وغزة وصولا إلى كل أرض كنعان تحقيقا لنبوءة توراتية أيضا "أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل" واعتبار الهلال الخصيب في المنطقة الممتدة من مصر إلى العراق وصولا إلى سوريا ولبنان أرضا "تلمودية".
لم يتقدم أي فريق سياسي لبناني بمراجعة نقدية للحرب الأهلية، يوم كانت السيادة منتهكة من السوري والإسرائيلي والفلسطيني والأميركي والروسي (السوفياتي) والفرنسي والإيطالي ومتعددة الجنسيات والعراقية، لا نعلم أين كانت السيادة وقتذاك، لكن يسجل لـ "منظمة العمل الشيوعي" أنها اعتذرت إلى الشعب اللبناني عن لجوئها إلى خيار التغيير عبر الانخراط في الحرب الأهلية، وما عدا ذلك لم نسمع أن فريقا اعتذر للبنانيين عم حقبة كان فيها مرتهنا لإسرائيل أو سوريا.
لا نحمل النائبين الشابين مسؤولية خطاب أعادنا إلى أجواء السبعينيات من القرن الماضي، وفي الجانب الآخر نتحفظ على ما ساقه الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله في موضوع متصل بولاية الفقيه، بالتأكيد لا نتحدث عن قضية إيمانية لفريق من اللبنانيين، وإنما عن البعد السياسي لكلمة السيد نصر الله الأخيرة، خصوصا ما يتعلق بمرجعية الدولة أولا وآخرا في قرار الحرب والسلم.
كي لا نخسر لبنان مرة جديدة، على الجميع أن يتفهم هواجس الجميع، وأن لبنان ليس معزولا في جزيرة، وأن إسرائيل هي العدو الأخطر، وثمة مساحة مشتركة يمكن أن يقف عليها الجميع متحررين من إرث الماضي، وإلا فالحرب على الأبواب!