#الثائر
أحيت "مؤسسة بشير الجميل" وعائلته، الذكرى 37 لاستشهاده، بقداس أقيم في كنيسة مار ميخائيل في بلدة بكفيا في المتن، في حضور الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، عائلة الراحل: نجله النائب نديم الجميل ، زوجته النائبة السابقة صولانج الجميل وكريمته يمنى الجميل زكار، نائب رئيس مجلس الوزراء غسان حاصباني ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميل وعقيلته كارين، النواب: نديم الجميل، إلياس حنكش، إلياس نصار، عماد واكيم وجان طالوزيان، الوزراء السابقين: ابراهيم نجار، نايلة معوض، جو سركيس وجان أوغاسبيان، مستشار رئيس "الكتائب" فؤاد أبو ناضر، الأمين العام لحزب "الكتائب" نزار نجاريان وأعضاء المكتب السياسي و"مؤسسة بشير الجميل"، رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميل، شخصيات رسمية وسياسية وحزبية وإعلامية، حشد من المحازبين وأبناء المنطقة.
ترأس القداس الأب جورج الجلخ، عاونه لفيف من الكهنة، وخدمته جوقة سيدة اللويزة بقيادة الأب خليل رحمة.
الجلخ
بعد تلاوة الإنجيل المقدس، ألقى الجلخ عظة، فقال: "نلتقي اليوم، ككل سنة، بوهج عيد ارتفاع الصليب المقدس، لنحتفل بالذبيحة الإلهية لراحة نفس الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل ورفاقه، في عروقنا يجري إيمان الآباء والأجداد، الذين سلمونا وديعة ثمينة، مفادها أن المرفوع على الصليب هو الفادي الإلهي، الذي بدمه الذكي حرر البشرية من الخطيئة والعبودية، ورفعها إلى آفاق النعمة والخلاص، وحرية أبناء الله، فتعالوا أيها الأحباء، ننحني بشكر وتواضع، أمام صليب ربنا يسوع المسيح، ونتأمل في معنى الصليب ومعنى الاستشهاد".
أضاف: "لا أحد يستطيع أن يلمس صليب يسوع، من دون أن يترك شيئا منه عليه، ولا يحمل بعض الشيء من صليب يسوع في حياته، البابا القديس يوحنا بولس الثاني في سنة 1984، أعطى الصليب للشبيبة، ليطوفوا به في العالم، كعلامة حب يسوع للانسانية، منذ ذلك الوقت جاب الصليب كل القارات، وعبر القطاعات الأكثر تنوعا من الوجود البشري، باقيا شبه متشرب لحالات حياة أكثر الشباب الذين حملوه، والبابا فرنسيس سأل الشبيبة ثلاثة أسئلة: ماذا تركتم على الصليب، ماذا ترك صليب يسوع في كل واحد منكم وماذا يعلمنا هذا الصليب في حياتنا؟ شرح قداسة البابا معنى الصليب في الحياة الإنسانية، فأكد أن في صليب المسيح يوجد الألم وخطيئة الإنسان، كما خطيئتنا، ويستقبل كل شيء بذراعين مفتوحتين".
وتابع: "الصليب هو تأكيد حب الله الأكيد لنا، حب كبير إلى حد أنه يلج خطيئتنا ويغفرها، ويدخل في ألمنا ويعطينا القوة على تحمله، زرع صليب المسيح منذ آلاف السنين، ليس فقط على تلالنا، بل أيضا في تاريخنا، وفي قلب وحياة كل واحد منا، نشعر بالمسيح المتألم بقربنا، واحد منا، يشارك في العمق بمسيرتنا، لا يوجد صليب، صغيرا كان أم كبيرا في حياتنا، ويسوع لا يشاركنا فيه، واليوم دعوتنا كمسيحيين أن نختار كل واحد، ما يهمه من شخصيات إنجيل الصلب، الشخص الذي نريد أن نشبهه، وأنت مثل من تريد أن تكون، مثل بيلاطس أم مثل القيرواني، أم مثل مريم، ودعا البابا أخيرا إلى الثقة بصليب المسيح، الذي على أقدامه يمكننا أن نحط أفراحنا، آلامنا ونجاحاتنا، وسنجد فيه قلبا مفتوحا يفهمنا، يغفر لنا، يحبا ويسألنا إلى نحمل هذا الحب ذاته في حياتنا، أن نحب إخوتنا وأخواتنا، الحب ذاته، هذا هو رجاؤنا الكبير وأملنا بالمستقبل".
ورأى أنه "من المستحسن اليوم، في البيت، أو في أي مكان آخر، بهدوء، أن نأخذ بعض الوقت، لنبقى أمام الصليب، لنحدق به ونتذكر أنه علامة الانكسار الذي يحض على الاضطهادات، التي تدمرنا، لكنه في الوقت عينه علامة انتصارنا، لأن الرب يسوع عليه انتصر، اليوم، تدعونا الكنيسة أن نتأمل في صليب الرب، الصليب المقدس الذي هو علامة المسيحية، وليس عندنا خوف أن نتأمل الصليب كلحظة انهزام وسقوط، فالصليب هو علامة انتصار لنا نحن المسيحيين، انتصارنا هو صليب المسيح، الذي هو في الوقت عينه، انهزام خطايانا أو الشر فينا، يعلما الصليب أن في الحياة سقوط وانتصار، أما نحن بقوة الصليب، قادرين على تحمل انكساراتنا، أمامه نستوعب بصبر هذه الانكسارات، كما خطيانا، لأن الرب دفع عنا ثمنا غاليا على الصليب".
وقال: "الرئيس الشهيد الشيخ بشير الجميل، ابن العائلة اللبنانية المسيحية المؤمنة والملتزمة، شرب منذ نعومة أظفاره القيم المسيحية والوطنية، فهم سر الصليب ومعنى الرجاء المسيحي، لذلك منذ البدايات راح يحمل صليب لبنان ويسير به كعلامة حب للبنان وللانسان في لبنان، طاف به لملاقاة الجميع برغم تنوعهم، لم يخجل يوما بهذا الصليب الذي حمله جسر عبور إلى قلوب الجميع، حتى صار الرئيس الجامع الكل والشهيد فداء عن كل لبنان وكل اللبنانيين، لم يقف أمام اي عائق ولم نسمعه يوما يقول الحق على فلان أو فلان، بل تحمل مسؤولياته بإيمانه الصلب بربه وبلبنان وسعى دائما إلى الحلول، يجدها وينفذها ويحققها، هذا ما نفتقده اليوم".
أضاف: "في أيام لبنانية قاتمة وسوداء، تعالوا نركز على يسوع المصلوب والعذراء مريم أمه الواقفة على أقدام الصليب، كنا وسنبقى أبناء الرجاء المسيحي، كنا وسنبقى ننظر إلى المصلوب من خلال القيامة الآتية، ومن خلال دحرجة الحجر عن باب القبر، حيث انفجر نور أبدي لن تمحوه ظلمات الحقد والضغينة والحسد والموت، كنا وسنبقى ننظر إلى لبنان ومستقبلنا برؤية وشجاعة بشير وإيمانه ورجائه".
وختم "فيا يسوع أعطنا الخلاص للبنان، ويا مريم سلطانة الجبال والبحار وملكة لبناننا العزيز، إحمي لبنان، وليكن عيد ارتفاع الصليب المقدس نورا حقيقيا في نفقنا اللبناني الطويل".
بعد القداس، تقبلت العائلة التعازي في باحة الكنيسة، وانطلقت مع الحضور بمسيرة إلى مدافن العائلة، حيث وضعت الأكاليل ورفعت صلاة رفع البخور.