#الثائر
أحيا "حزب الكتائب اللبنانية"، الذكرى 37 لاستشهاد الرئيس بشير الجميل ورفاقه، في وقفة أمام "بيت الكتائب" في الاشرفية في بيروت، تخللتها دقيقة صمت وصلاة الشهيد بصوت جوسلين خويري، ووضع أكاليل على نصب شهداء 14 أيلول، وتحدث في المناسبة رئيس الحزب النائب سامي الجميل والنائب نديم الجميل.
نديم الجميل
وقال نديم الجميل في كلمته: "في الذكرى 37 لاستشهاد بشير، نحتفل بقيمه ومبادئه التي علمنا إياها وأعطانا إياها، وفي المناسبة وبعد 37 سنة، نأسف لأن الخط الوطني السيادي مشرذم".
أضاف: "في العام 1975، وحدنا صفوفنا لتحرير لبنان من الاحتلال الفلسطيني، وفي 2005 لإخراج السوري، وإذا لم نتوحد مجددا، فلا أحد يأخذنا على محمل الجد، والقضية دقيقة ومهمة، لذلك يجب أن نكون واعين لأهميتها"، معتبرا أن "العملية بحاجة إلى جرأة ورؤية أوضح من الماضي، لأن الخطر اليوم، الذي يواجهنا كلبنانيين كافة، هو أم الأخطار والمشاكل، لقد استفردوا بنا، وأخذونا بالمفرق، حزبا بعد حزب، وزعيما بعد زعيم، ووصلنا إلى الوضع الذي نحن فيه، مع عدم رؤية ووضوح للمستقبل، ولكن حان الوقت لنتوحد، ونشكل رافعة كأحزاب وطوائف ومواطنين، بوجه السلاح غير الشرعي، ومحاولة احتلال لبنان والسيطرة على الدولة"، معتبرا أنه "عندها نجدد شعار الماضي: لبنان كل لبنان وكل اللبنانيين لا يركعون إلا لله ولبنان لا يركع لحزب الله".
ورأى أن "المشكلة التي نعاني منها واضحة، وهي أن هناك حزبا يأخذ أوامره من خارج لبنان، ولاؤه لغير لبنان، وأهدافه غير لبنانية، ونمط حياته غريب عنا، ولا يشبهنا، يفرض علينا خيارات سياسية خارجية، ليست لبنانية"، لافتا إلى أن "الدولة بكل مكوناتها ومؤسساتها، للأسف، كما في العام 1975 متواطئة معه، ويجب أن نتحرر من الدولة، التي لا تقف على رجليها، وتعمل على إرضاء هذا وذاك".
وقال: "من هنا ومن مكان استشهاد بشير، أدعو كل الدولة والمسؤولين فيها، إلى تحمل مسؤولياتهم، قبل أن يفوت الأوان، ويحل المصير الذي نخاف منه".
أضاف: "بشير الكتائبي ومؤسس القوات ورئيس الجمهورية وجامع كل اللبنانيين، هو من نريده، وهذه هي الرسالة، التي أوصانا بها، وهو أوصانا بالوحدة والجمع، وأن نكون أم الصبي، لأن العملية وصلت إلى حد تحتاج إلى توحيد الجهود والصفوف، لمواجهة الخصم والعدو، الذي يحاول أن يفرض نفسه علينا".
وختم "الصورة التي رفعناها، تعبر عن أن القضية نفسها والبيارق نفسها، ولنترفع عن خلافاتنا الصغيرة، لنرفع علم لبنان عاليا، وتكون الكتائب بالمرصاد، بوجه كل عدو وخصم، يحاول فرض هويته ورأيه علينا، ونحن مستمرون بخط بشير، ليحيا لبنان ويعيش".
سامي الجميل
من جهته، حيا سامي الجميل، في مستهل كلمته "رئيس الشهداء الشيخ بشير الجميل، وكذلك كل الشهداء الذين سقطوا في هذا المكان"، وقال: "كم هي صعبة الوقفة في هذا المكان"، مذكرا بأنه "في هذه الأمتار القليلة ولدت أسطورة، وهي مصدر إلهام لعشرات ومئات آلاف من الشباب المستمرين على النهج نفسه"، مؤكدا لصاحب الذكرى أننا "نسير على خطاك في كل يوم، من كل سنة في حياتنا، ولا نذكرك فقط في 14 أيلول".
وتوجه إليه بالقول: "رفيقي الرئيس: أتوجه إليك من هنا، لأقول لك إننا على خطاك سائرون، فقد علمتنا أن نقول الحقيقة مهما كانت صعبة، واليوم لبنان بأمس الحاجة إلى قول الحقيقة، وما أفضل من 14 أيلول لقول الحقيقة؟.
رفيقي الرئيس: الحقيقة أن كل ما حذرت منه، والأخطاء التي ارتكبت في الماضي ترتكب اليوم، غياب الدولة والتسليم للسلاح، الذي دمر بلدنا وشعبنا، يرتكب نفسه اليوم، ونفتح المجال لسلاح غير شرعي، يمتد على كامل الأراضي، وأن يقرر عنا غيرنا مصيرنا ومستقبلنا مجددا، اليوم يسلمون سيادة الدولة للآخرين، وكأننا لم نتعلم، والحقيقة أن بلدنا محكوم من الخارج، ومن يقرر ذلك، يقول لنا ذلك علنا، إن قرار السلم والحرب يأخذه من الخارج، ولا مسؤول في الدولة يقول له "وينك"، دولتنا متواطئة، متخاذلة ومستسلمة، ولم يكتفوا بهذا القدر، بل أفلسوا البلد، وغيروا وجه لبنان، برهاناتهم الخاطئة، التي ندفع ثمنها كل يوم، يفعلون السبعة ودمتها، ويتلطون خلف صورتك، في زمن التسويات والصفقات والاستسلام، المدرسة التي تربيت فيها، وتخرجت منها، وفية صامدة ومقاومة كما عرفتها.
رفيقي الرئيس: أمام كل مفترق طرق، يلتئم حزبك بالمكتب السياسي، ويسأل نفسه: ماذا كنت فعلت أنت وبيار الشهيد وبيار المؤسس وكل شهدائنا؟ هل كانوا استسلموا ودخلوا بمنطق المحاصصة؟ وهل بشير كان سلم قرار الدولة، وانتخب من لا يؤمن بسيادة لبنان، ودخل بمنطق المحاصصة، مقابل كراسي من "كرتون" وتخلى عن القضية؟ الكراسي "كرتون" لأن القرار ليس بيدهم، والحاكم الفعلي في مكان آخر، يأخذ أوامره من مكان آخر، لقد كسرت كل المفاهيم، التي أوصلت البلد إلى ما وصل إليه، لذلك نسمعك من حيث أنت تقول: لا يمكن أن تكون مقاوما ومساوما ومحاصصا ومستسلما، ويجب أن نكون بالمرصاد، دفاعا عن مبادئنا، وهذا نهج حزبك حيث تربيت.
رفيقي الرئيس: حزبك لم يضعف أمام السلطة، وأقفل باب السلطة عند التعدي على مصلحة البلد، وحزبك لا يزال صامدا مقاوما، ويرفض الانتصار على ظهر البلد، ولا يقبل أن ينتصر إلا مع الناس، وسيكمل الطريق على مبادئك.
رفيقي الرئيس: مشروع بناء دولة سيدة حرة مستقلة حضارية ديمقراطية متطورة تعددية وشفافة، دولة الكفاءة والإنسان، خطابك نسمعه ونستذكره.
رفيقي الرئيس: آمنت أن لبنان، لا يبنى إلا بإعطاء الإنسان حقوقه، بمعزل عن الطائفة والمنطقة، أنت آمنت بالإنسان اللبناني، الذي به ننهض بالبلد، وآمنت بإعطائه حقوقه وحمايته، واليوم نكمل بالدفاع عن هذا الإنسان، حزبك رفيقي الرئيس، صامد، وهو قوة تغييرية، هدفه إعادة بناء زمن التغيير الذي حلمت به.
رفيقي الرئيس: نحن صادقون مع الناس ونشعر معهم ونضحي معهم، لذلك نسير مرفوعي الرأس ومستعدون لوضع يدنا بيد جميع الناس شرط ان يعودوا لنهجك ومشروعك، هم يراهنون على أن الشعب لن يحاسب، ولكن أطمئنك، أن شعبك أعطى فرصة، وغشوه بشعارات كاذبة، لكن شعبك واع، لأنهم غير قادرين على أن يغشوا الناس كل مرة.
رفيقي الرئيس: حزبك قوي، متجذر، لا تهمه إلا مصلحة لبنان، وهو قادر أن يركع على قبرك وقبور الشهداء، ولا يخجل، لأنه لم يساوم على مبادئ الشهداء".
وختم واعدا صاحب الذكرى أن "نكمل يدا بيد، من دون تفرقة بين كتائبي وكتائبي، وخطنا الأحمر الوحيد، هو القضية التي استشهدت من أجلها، لأنه إذا ذهبت القضية، فلا أحد يكمل من بعدنا، ولكن إذا بقيت القضية، فأي مسؤول يكمل المهمة".