#الثائر
بغض النظر عن نتائج الاجتماع المقرر اليوم في عين التينة بين " حزب الله " و" الحزب التقدمي الإشتراكي "، وبعيدا من تفاصيل متصلة بملفات وقضايا كانت موضع خلاف، يمكن قراءة عنوان واضح وأكيد، يتمثل في أن ثمة مصلحة مشتركة للجانبين، ولا مصالحات لوجه الله، فـ"الإشتراكي" بحاجة للخروج من صراع داخلي وإراحة الساحة المحلية، و"حزب الله" يرى أن تعزيز الوحدة الداخلية بات أكثر من حاجة وضرورة في مرحلة تتطلب الكثير من الهدوء داخليا، ومن ثم يمكن قراءة عناوين ثانوية، ومنها الحؤول دون وصول العلاقة الجيدة بين "القوات اللبنانية" و"التقدمي" إلى تحالف يعيد خلط الأوراق ويعيد البلاد إلى أجواء عاشها اللبنانيون يوم تعطل البلد وانقسم إلى شارعين.
ويبدو أن رئيس مجلس النواب نبيه بري يدرك أهمية هذا اللقاء وضرورة استكمال الحوار بين الجانبين، لأنه يدرك أن أحدا لا يمكن أن يكون في منأى عن ارتدادات أي خلاف داخلي، خصوصا وأن لبنان يعيش واقعا اقتصاديا صعبا، يتطلب كمدخل مُلزم إراحة الساحة المحلية والتفرغ لمواجهة ما استجد أو قد يستجد من خاصرة اقتصاد يعاني وسط اضطراب يهدد استقرار صرف الليرة اللبنانية، فضلا عن تبعات أكبر متصلة بظروف لبنان وهو يواجه العديد من الاستحقاقات.
وإذ ينعقد اللقاء بين الحزبين وسط أجواء إيجابية مهد لها الرئيس بري، ولقاء المصارحة والمصالحة في بعبدا بين رئيس "الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط ورئيس "الحزب الديموقراطي" طلال أرسلان عقب حادث قبرشمون، تبدو الأمور ناضجة في سبيل بلورة اتفاق بين "الإشتراكي" و"حزب الله" أكبر من تفاهم وأقل من تحالف، وسيكون لقاء اليوم بمثابة تتويج للقاءات سابقة رعاها الرئيس بري بين الجانبين، علما أن القضية الأبرز تظل متصلة برؤية كل فريق للواقع الإقليمي ولا سيما العلاقة مع سوريا، وهذه الإشكالية الأبرز التي تتطلب نقاشا هادئا، في سياق بناء تصور يبقي الأمور على ما هي عليه في المدى الراهن، وإلى حين نضوج ظروف ملائمة لحل مثل هذه الإشكالية، لا سيما وأنها تمثل تراكمات يصعب الآن التصدي لها.
أما من حيث الحضور، فلا شك أن مشاركة المعاون السياسي للسيد حسن نصر الله حسين خليل والنائبين حسين الحاج حسن وحسن فضل الله من جهة، والوزير وائل ابو فاعور والنائب أكرم شهيب والوزير السابق غازي العريضي من جهة ثانية يعطي انطباعا إيجابيا، ما يعتبر إيذانا بمصارحة شفافة بين الجانبين، خصوصا وأن الحديث سيطاول مسألة تنظيم الخلاف حول المسائل الاقليمية، وسيطلب وفد الحزب وفق المعلومات توضيح صريح حول ما قاله النائب السابق وليد جنبلاط في موضوع مزارع شبعا، كما انه سيشرح للمجتمعين آخر التطورات الجنوبية والعدوان الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية، فضلا عن التطرق إلى الاستحقاقات الاقتصادية والاجتماعية واهمية التنسيق في الملفات الاصلاحية ومحاربة الفساد.
ويبقى اللقاء ممهدا الطريق لأكبر من تفاهم وأقل من تحالف، وهذا إنجاز يتطلب أيضا مواكبته بما يعزز القناعة بأن الوحدة بين اللبنانيين هي السبيل الأمثل لمواجهة التحديات، من السياسة إلى الاقتصاد وإلى مواجهة إسرائيل.