#الثائر
سجل وزير المال علي حسن خليل "تحفظا" على ما قاله بالأمس المبعوث الفرنسي المكلف متابعة مؤتمر " سيدر " بيار دوكان، أو بمعنى أدق سجل تحفظا على الطريقة وليس المضمون، لافتا إلى أن ما قاله الموفد الفرنسي (وبهذه الطريقة لم يكن مستحباً)، مشيراً في لقاء تلفزيوني إلى أن لديه تحفظات، لكننا ممتنون للجهد الفرنسي بإنجاح "سيدر".
وهنا نسأل، هل المشكلة في طريقة صوغ دوكان لعباراته واختيار مفرداته أو في أداء السلطة مجتمعة؟ وماذا كان بإمكانه أن قول؟ عافاكم الله أوصلتم بلدكم إلى شفير الهاوية!
في الأساس، لم يقل دوكان إلا النذر اليسير من كلام انطلاقا من مراعاة مهمته الدبلوماسية، وبالتأكيد في جعبته الكثير مما سينقله إلى المراجع والجهات المعنية في موضوع "سيدر"، لكنه حذر في حدود المسموح به، وتمكن من إيصال رسالة واضحة لا تحتمل تأويلا واجتهادا، فهو لا ينتمي إلى فضاء السياسة اللبنانية ولا يتقن التذاكي الوطني، وليس محسوبا على فريق دون آخر، دوكان رجل عملاني قال ما لديه في حدود هامش متاح، وأوصل عبره أكثر من تحذير وإنذار، إلا إذا كان لدى بعض السياسيين رأي آخر، كأن يُصنف الوافد من باريس معارضا للعهد أو مواليا له.
لا مشكلة، ونعلم ما بذل وزير المال من جهود وما يزال إلى الآن ولم يدخر جهدا في سبيل بلورة تصورات اقتصادية ومالية لمواجهة الأزمة، ونحن الآن في أمس الحاجة إلى الهدوء لملاقاة جهود رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرامية إلى تصحيح الأمور، علنا نستدرك ما بدا ولاح من أخطار لم تعد مجرد وجهة نظر، فالواقع والوقائع يشيان بما لا بد من قوله ومواجهته، بغض النظر عن الطريقة التي يقال فيها، فلبنان اليوم يواجه تبعات ما أوصلته إليه الطبقة السياسية المسـتأثرة بمفاصل الدولة منذ ما ينوف على الثلاثين سنة، ولا نبرىء السلطة الحالية أيضا لجهة عجزها عن المواجهة، وعدم القدرة على التصدي لموضوع الفساد بمستوى ما تقتضيه ظروف وأوضاع البلد.
في هذا السياق نقرأ زيارة السفير دوكان إلى بيروت، ونتفهم كيف فاجأ الأوساط السياسية والاقتصادية والمالية بمؤتمر صحافي لم يكن وقعه مستحباً على المسؤولين اللبنانيين، أشار فيه بوضوح على مكامن الخلل وجود طريق الإصلاح المطلوب بإلحاح وسريعاً، لأن الوضع بحسب ما قال "طارئ للغاية ولا يُمكن ان نجد أي مؤشر اقتصادي أو مالي غير سليى". وهذا يعني ان كل الأمور سيئة، وان "الحل السحري الذي يفكر فيه البعض غير موجود"، والمقصود بالحل السحري وفق المبعوث الفرنسي، تفكير بعض الرسميين اللبنانيين بأن اكتشاف النفط سيحل كل الصعوبات التي يواجهها لبنان"، وهو ردّ على هؤلاء بقوله ان هذا الأمر إيجابي، لكننا لم نصل إليه بعد".
باختصار دوكان يبق البحصة!