#الثائر
هل جاء المبعوث الفرنسي المكلف متابعة مؤتمر " سيدر " بيار دوكان بجديد يخالف ما كنا قد نبهنا إليه مرارا وتكرارا من على هذا المنبر؟ ومن ثم ألم يحذر خبراء اقتصاديون لبنانيون من تداعيات الأزمة الاقتصادية والمالية؟
في قراءة سريعة لما تناوله دوكان في مؤتمره الصحفي قبل ظهر أمس في المعهد الفرنسي في بيروت، وخلال عرضه لنتائج زيارته إلى لبنان ولقائه مع المسؤولين، استوقفتنا إشارته إلى عدم السرعة في تطبيق الإصلاحات التي اقرت في الأشهر الماضية، قائلا "لقد تم تضييع تسعة أشهر بين أيار (مايو) وكانون الثاني (يناير) في ظل غياب الحكومة"، وأبعد من ذلك، أشار المسؤول الفرنسي إلى أنه لا يمكن أن نجد مؤشرا اقتصاديا وماليا واحدا ليس سيئا، منوها إلى أن هناك بعض الأشخاص ما زالوا يعتقدون أن ثمة حلا يأتي على شكل معجزة، حلا سحريا قد يحل كل المشاكل، وهذا غير موجود.
لا نعلم ما الجديد في هذه المواقف لا يعرفه اللبنانيون، لا بل وخبروه على امتداد عقود ثلاثة؟ وهل كان ثمة ضرورة ليأتي دوكان إلى بيروت ليقتنع ذوو الشأن أن لبنان على حافة الهاوية؟ وثمة الكثير من الأسئلة تتزاحم وسط ما شهدنا ونشهد من مواقف جوفاء تعكس قد تفضي إلى واقع كارثي، إن استمر الحال على ما هو عليه، إذ سيكون لبنان وجها لوجه إزاء أخطار تهدد استقراره الاقتصادي والمالي، خصوصا إذا لم يرتدع السياسيون ويتوقفوا عن المناكدة وإطلاق مواقف من باب تسجيل النقاط، في مسار لا يفضي لغير الفوضى والغرق أكثر في مستنقع الخلافات فيما لبنان عل شفير الضياع.
مرات عدة قلنا أكثر مما قاله دوكان، وحذرنا من أن لبنان مقبل على استحقاقات خطيرة لن تبقي ولن تذر، وها نحن اليوم في عين العاصفة، وجاء المؤتمر الصحفي أمس ليدين السلطة على أدائها، خصوصا مع تضييع الوقت وهدر الفرص، فيما المطلوب يظل متمثلا دائما في الإلتزام السياسي بالإصلاحات بعيدا من سجالات بات استمرارها جالبا لأزمات أشد وأكبر.
في المقابل، ثمة توجهات حاسمة من قبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري، من أجل المضي قدما في مسار تحقيق بعض التقدم في مجال ضبط الأمور، والحد من الهدر والفوضى، وأول الغيث قرار الرئيس الحريري بألا تعيينات من خارج جدول أعمال مجلس الوزراء، فيما يدأب رئيس مجلس النواب نبيه بري في إطلاق التحذير تلو التحذير، لكن هل سنتمكن من المضي بسرعة نحو تحقيق الإصلاحات وترميم ما تصدع؟!