#الثائر
واصل المبعوث الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات مؤتمر " سيدر " بيار دوكان (منسق مقررات "سيدر") تحركه في مهمة لا يُحسد عليها، خصوصا وأنه صار "من أهل البيت" وأدرى بخباياه بعد أن صار بينه وبين اللبنانيين "خبز وملح"، وصار عارفا أن مشكلة لبنان أساسها ثلاثة أمور رئيسية، أولها الهدر، ثانيها الفساد وثالثها التحاصصات الطائفية، لا بل أصبح ملما بكثير من تفاصيل كأي لبناني أصيل متمرس (أبا عن جد) في فنون السياسة، ولا سيما تلك التي تمارس وتحاك وتناقش خلف الستارة، أي انكشفت أمامه خفايا الكواليس المظلمة، وراح يلقن السياسيين دروسا وكاد أحيانا أن يرفع في وجوه بعضهم "المسطرة".
لكن لا حياة لمن تنادي، مسكين دوكان، وكل الخوف أن يصل قريبا إلى قناعة تقول "فالج لا تعالج"، وهو لا يعلم أن المسؤولين أو معظمهم صار "سيدر" وراءهم، ويتطلعون اليوم إلى شقيقه "سيدر 2"، فالبقرة الحلوب، أي الدولة، ما جف ضرعها بعد، وسيجف ساعة لا يعود لدى اللبنانيين لقمة يتقوتون بها، أو ثوبا يستر "عوارت" نظامهم.
مسكين دوكان، ونعلم أنه سيعلن اليوم، قبيل مغادرته بيروت، وفي مؤتمر صحفي مواقف يعرض فيها نتائج محادثاته مع ذوي الشأن، وسيضطر إلى تبني خطاب لبناني يحثنا فيه على التفاؤل ويدعونا للنظر إلى القسم الملآن من الكأس، وبالتأكيد سيقول إنه حقق تقدما ملحوظا ولمس من المسؤولين كل الإيجابية، وسيستدرك من قبيل رفع العتب أن المطلوب أكثر، مذكرا بأن المسؤولين وعدوا خيرا، ولن يتطرق إلى تحذير الوكالات الدولية من خفض جديد للتصنيف الائتماني للبنان، ولا إلى العقوبات المالية الاميركية المتصاعدة الهادفة الى تضييق الخناق على "حزب الله".
مسكين دوكان، لن يتحدث اليوم عن التراجع في تحويلات أموال المغتربين بالعملات الصعبة الى لبنان، وأن خفض عجز الموازنة إلى سبعة في المئة من الناتج المحلي الاجمالي في العام 2020، من الصعب أن يتحقق فيما يد الفساد "ما تزال طايلة"، وأن من تحاصصوا واقتسموا تلزيمات ومشاريع وسخروا الدولة لأغراضهم ما زالوا أحرارا طلقاء، عصيين على الملاحقة القانونية والقضائية.
مسكين دوكان، سيجدد اليوم مطالبه بوقف الهدر في قطاع الكهرباء، وسيذكر اللبنانيين بأن هذا القطاع يشكل وحده نحو ثلث العجز في مالية الدولة، وسيحث على إقرار موازنة العام 2020 في موعدها الدستوري، ولا جديد آخر، على الأقل في هذه الفترة، أي أن ثمة مراوحة بين علاج "دوكان" وفالج السلطة!