#الثائر
إلى أن يعقد المبعوث الفرنسي المكلف متابعة مقررات مؤتمر " سيدر " بيار دوكان مؤتمره الصحافي يوم الخميس المقبل، ثمة أيام فاصلة بانتظار أن تبلور الحكومة رؤى وتوجهات في أعقاب لقاء بعبدا الأخير، وما صدر عنه من توجهات ومقترحات وإجراءات إصلاحية أولية لمواجهة الأزمة الراهنة، انسجاما مع توجهات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وسائر القوى السياسية من رؤساء أحزاب وكتل نيابية لجهة بذل جهود قصوى من أجل إقرار الإقتراحات، وتاليا وضعها في مسارها المفترض على طريق التنفيذ.
وكان دوكان واضحا حين أعلن الهدف من زيارته لبنان، مؤكدا أن تنفيذ مؤتمر "سيدر" يتضمن خطة واضحة، ولا سيما لجهة التأكد من مدى تقدم المشاريع وتمويلها، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإصلاحات القطاعية والعامة المتعلقة بتطبيق هذه المشاريع، لكن هل سيكون لبنان حاضرا لملاقاة طروحات دوكان؟ هذا السؤال المطروح اليوم.
وكما بات واضحا فقد وضع اجتماع بعبدا القيادات السياسية أمام مسؤولياتها في لحظة تاريخية دقيقة وصعبة، فالواقع الاقتصادي والمالي الحالي صار واضحا لجهة حقيقة الأرقام، وبالتفصيل الممل، وأيضا لجهة الواقع المالي برمته، أخذا في الاعتبار أن "ورقة بعبدا" تضمنت عصارة أفكار ومقترحات خبراء إقتصاديين وماليين شكلت الأساس للإصلاح الاقتصادي، وهي جاءت إما على شكل بنود مررت فورا، لتعبر من حيث المبدأ إلى كل من مجلسي النواب والوزراء من أجل دراستها وإقرارها، وإما على شكل بنود لم تمرر، فتم تحويلها الى لجنة سيترأسها رئيس الحكومة، تناقش هذه البنود، وهذا ما أشار إليه "الثائر" althaer.com في وقت سابق، وكل ذلك يعني أنه لم تعد ثمة أعذار للقوى السياسية.
وتوازيا، لا بد من الإنطلاق من مواجهة إشكاليتين على جانب كبير من الخطورة، أولها مشكلة المالية العامة، وثانيها، وهي المشكلة الأبرز ومتمثلة بميزان المدفوعات، وسط مخاوف من هروب الودائع المالية من لبنان من جهة، وتراجع حجم التدفقات المالية اليه من جهة ثانية، وتبقى العبرة في التنفيذ، وقد كان دوكان صريحا جدا حين قال غداة لقاء وزير المال علي حسن خليل "أَعِنْ نفسك تعينك السماء".
اليوم جميع القيادات السياسية أمام مسؤولياتها، وأي تلكوء يعني – وبكل بصراحة –وضع الاقتصاد في البراد، لذلك، يبقى الملح الآن الشروع وبسرعة في تنفيذ البنود الاصلاحية، كي لا يضيع الإنقاذ ويفقد لبنان فرصة جديدة للخروج إلى النور، علما أن كل الظروف مؤاتية ومهيأة لتخطي سقطات سابقة وتجاوز أزمات حاضرة!