#الثائر
لا نعرف سبب "تغريدة" وزيرة الطاقة والمياه ندى بستاني أمس معلنة على رؤوس الأشهاد "أنا مع جبران"، وتقصد رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل ، ولا نعرف ما أضفت "التغريدة" على الواقع السياسي العام من جديد، ولا على مستوى "التيار" ودوره المحوري والأساس في هذه المرحلة، لسنا لننتقد بالتأكيد، ولكل أن "يغرد" على هواه، فنحن في بلد الديموقراطية والحريات، لكن في لبنان يصبح لكل تغريدة سبب ولكل موقف هدف.
قبل الحديث عن "التغريدة" لا بد من التنويه إلى أن الوزيرة بستاني أكدت حضورا متميزا في إدارة وزارتها، وإن اختلفنا معها في مسألتين اثنتين، الأولى متعلقة بما شهدناه في منطقة المنصورية والجوار حول خطوط التوتر العالي، والثانية متصلة بموضوع السدود بشكل عام، والخلاف هنا تقني انطلاقا من مقاربتين علميتين تحتملان النقاش، وعدا ذلك أثبتت بستاني جدارة استحقت عليها كل ثناء وتقدير، وفي ذلك دلالة مهمة رفدت حضور المرأة اللبنانية بهالة من الاستثناء، وهذا وحده يكفي لنتخلص في لبنان وإلى الأبد من التمييز الجندري، علنا نصل يوما – ونتمنى أن يكون قريبا جدا – إلى المرتجى، وتتبوأ المرأة مواقع أكثر في مواقع القرار.
وبالعودة إلى "التغريدة"، أشارت بستاني على حسابها على "تويتر" بالعامية اللبنانية إلى أنه "مش هين حدا يكمل مسيرة العماد عون بنجاح ويخلي التيار مستمر وأقوى... لأنو قدر"، لتضيف أنا "مع جبران لأنو آمن بدور المرأة والشباب بصناعة القرار، وأردفت "أنا مع جبران لأنو الرجل المناسب بالمكان المناسب"، لتختم التغريدة، قائلة "أنا مع جبران".
في البداية، إن أي مسؤول لا يؤمن بدور المرأة والشباب ليس أهلا ليتسنم موقعا في الدولة وسائر قطاعاتها ومرافقها، وتاليا، لا افتئات عل الوزير باسيل، فهو نصير المرأة والشباب، وهذا ما تلمسناه في أكثر من موقع ومناسبة، لكن ما يهم في هذا السياق الجانب المتواري من "التغريدة".
بالتأكيد، لا نحمِّل كلام بستاني أكثر مما يحتمل، لكن كما أسلفنا في لبنان يصبح أدنى موقف مجلبة لتحليلات واستنتاجات، وثمة من راح بعيدا في تفسير كلام جاء "تغريدا" وهو يشي بأن المطلوب في هذه الفترة على مستوى "التيار الوطني الحر" توحيد الجهود والتوجهات، وهذا أمر مهم وضروري، لكن ما توارى من وما خفي بدأ يثير تساؤلات من قبيل من مع جبران ومن ضده، فهل هو استفتاء؟!