مقالات وأراء

نتانياهو... وشعب الله "الــمحتار"!

2019 آب 29
مقالات وأراء المدى

#الثائر

المستوطنات الشمالية من فلسطين المحتلة هادئة على خوف وترقب، ولا حركة وسط صمت "مدوٍّ"، وثمة من يتحدث عن حركة نزوح نحو الداخل بعيدا من الحدود، فضلا عن أن هناك من لاذ في الملاجئ متهيبا الآتي، ومستبقا ما قد يستجد من أحداث وتطورات، أما على الضفة المقابلة من لبنان فأجواء عادية وأكثر، الناس يـــبْـــتـَـــردون من الحر بارتياد البحر والتوجه إلى ضفاف الأنهر، يفترشون العشب ويقيمون الولائم في الهواء الطلق، حركة الصيف في أوجها، الحياة تدب في الأرض، في القرى والساحات وأيام اللبنانيين لا يعكر صفوها شيء، ولا يعتريها خوف أو وهن.

المشهدان يعكسان واقعين مختلفين، نقيضين، بين من يتشبث بأرضه منغرسا كالجذور الصلدة في تراب آبائه وأجداده، وبين من تجرأ على أرض الآخرين وامتلكها بالتجريف والظلم وتهجير أبنائها الحقيقيين، بين مواطن لبناني ينتمي لتراب وفضاء، وبين وافد من أوروبا متمسكا بوعوده الربانية، أما المشهدان فيرسمان الحد الفاصل بين الحق والباطل، بين من يدافع عن أرضه ويذود عن وطنه، وبين معتد يدعي حقا ليس له.

لا يعني ذلك أن لبنان في منأى عن الخطر، لكن لم يعد في قاموس اللبنانيين ثمة خوف وهلع، ولسان حالهم مررنا بظروف أصعب بكثير وتخطيناها، ولا يعني ذلك أيضا أن ثمة تهورا، لا في السياسة ولا في الميدان، الدولة حزمت أمرها وتوافق أركانها دعما للبنان، وبالأمس جددت الحكومة موقفها الواحد الموحد، ولم يعد ثمة مجال أمام أي قوة إقليمية ودولية أن تطل برأسها لتحرض اللبنانيين في مَا بينهم، أما الجيش اللبناني فمتوثب ومستعد واليد على الزناد، والمقاومة ترسم معادلة لنصر جديد يحدد ملامح مرحلة جديدة، عنوانها أن أي اعتداء على لبنان ستكون كلفته باهظة، وعنوانها أيضا تحديد منحى آخر في المواجهة أكثر صرامة من ذي قبل.

وبين المشهدين من على ضفتي الحدود، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خيارات أحلاها مُر، وهو المتخفي خلف انتكاسة متوقعة تذكره بالمصير الذي انتهى إليه سلفه إيهود أولمرت، ويواجه حربا مع الجنرالات على أبواب الانتخابات، وفي نظرة سريعة إلى المستجد وسط فوضى الخيارات، لن يتمكن نتانياهو من جر الولايات المتحدة إلى مستنقع المنطقة، خصوصا وأن الرئيس الأميركي لديه اعتبارات غير منفصلة عن الانتخابات الرئاسية، فيما لديه أيضا أوليات أخرى متصلة بخوضه أكثر من حرب اقتصادية.

في كل الأحوال يبقى نتانياهو محتارا وكاظما غيظه مخافة أن يصبح يوما منتميا إلى شعب الله "المحتار" (بالحاء)!

اخترنا لكم
إعلان عن شراكة استراتيجية بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان لدعم “الحمى” إعلاميًا وعلميًا
المزيد
أبي المنى يدعو إلى شراكة روحية - وطنية تصون الوطن وتحمي مرتكزاته
المزيد
قاسم في تشييع نصر الله وصفي الدين: المقاومة لم تنته وهي تكتب بالدماء ولن نسمح باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج
المزيد
الرئيس عون أمام الوفد الايراني: لبنان تعب من حروب الآخرين
المزيد
اخر الاخبار
إعلان عن شراكة استراتيجية بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان لدعم “الحمى” إعلاميًا وعلميًا
المزيد
الجزائر.. وفاة 3 عسكريين في عين تموشنت
المزيد
رئيس الجمهورية يستقبل سفيرة لبنان في قبرص.. ويزور السعودية الأحد
المزيد
أوفتشاروف: دعم أوكرانيا استثمار في الأمن العالمي!
المزيد
قرّاء المغرد يتصفّحون الآن
عجائب السير في لبنان.. "نيّمي اهلك ونزلي عمهلك"
المزيد
البرتغال قد توجه صفعة لرونالدو.. وتجرده من "أوسمة الشرف"
المزيد
الوليد بن طلال ينشر صور لـ"أميرات نائمات" تشعل مواقع التواصل
المزيد
انفجار مرفأ بيروت.. كيف خلق الفساد "تشرنوبل لبنان"؟
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
غانم: المحميات الطبيعية ضمانة بيئية واستثمار في المستقبل
ألنبيذ اللبناني بات ينافس في الاسواق الاميركية والاوروبية لويس لحود: انتاجنا ١٢ مليون قنينة وطموحنا ٥٠ مليون قنينة
فيديو.. هكذا تحطم صاروخ "ستارشيب" وتساقط حطامه
كابي فرج رئيساً لنقابة مزارعي البطاطا في البقاع
ماذا عن التقرير الاولي لتحديد الاضرار والحاجات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي؟
بدانة البشر والكلاب.. دراسة مثيرة تكشف عاملا مشتركا