#الثائر
- * " فادي غانم "
من يريد التصدي لأزمة النفايات الوافدة بصخب، فالساحة مشرعة لـ "نضالاته" الآن وفي غمرة التحديات الكثيرة، لكن بعيدا من الاستعراض في طلات إعلامية درامية على غرار مسلسل تركي غير مدبلج، ذلك أن ما يُقدم لنا من "نظريات" عصية على فهمنا، خصوصا ممن لا يعرفون من النفايات إلا فرزها (نظريا)، نقول ذلك، وقد ضقنا ذرعا بمن تناول الأزمة شعارا ومزايدة وما نال من التعب، فمنذ العام 2016 ولا نزال نسمع "مواويل" غير نظيفة كمطمر فاقد الأهلية وغير مستوفٍ الشروط الْــــمُرضِيَة، خصوصا وأن جُلّها شروط مَرَضيَّة تُمرض السامع وتُسئِمُ المتلقي.
لا نحمّل المجتمع الأهلي كامل المسؤولية، ولا نعفي الدولة كذلك من المسؤولية، ثمة توازن ضائع بين القانون والواجب، بين الدولة والناس، حتى بتنا نشك بأن أكثر المتحدثين عن أزمة النفايات أكثرهم يرمي قشر اللوز من نافذة السيارة، ويحاضر فينا بالعفة، فيما الدولة متقاعسة أيضا، ومع ما نشهد من تراكم نفايات على الطرقات والشاطىء والغابات والمنتزهات لم نسمع أن عنصر أمن أو شرطي بلدي سطَّر محضر ضبط واحد، ونتباهى في تنظيم حملات النظافة، وثمة من اختصر عمل الجمعيات البيئية والأهلية بجمع القمامة، قمامة الآخرين.
أما من يريد اليوم التعرض لوزير البيئة فادي جريصاتي، فنقول له نظف أمام بيتك أولا، والتزم شروط ما تطرح فرزا للنفايات من مصدرك أولا، ومن ثم هات ما عندك من أفكار قابلة للحياة، ومن يظن أن الأزمة المقبلة هي مسؤولية وزير البيئة فنقول له مخطىء "ومكتر"، فهذا الملف، أي ملف النفايات ليس ثمة مواطن لبناني غير معني به، وليس ثمة مسؤول يمكنه أن ينفض يديه وينأى عن نفسه بعيدا، ومن ثم، موضوع النفايات تربية، ثقافة، أخلاق، ذوق، مسؤولية.
ثمة حل مطلوب من وزارة البيئة اليوم ومعها الحكومة وسائر قطاعات الدولة والبلديات والجمعيات، وهو حل آني يتمثل في إيجاد مطمر في كل محافظة، ومن يتنطحون للرفض عليهم التريث قليلا ليكونوا جزءا من الحل، نعم في هذه اللحظة الضاغطة ولتفادي الكارثة لا حل إلا بمطامر صحية، لنتدارك إهمال الدولة وتنظير المنظرين، شريطة أن تكون خاضعة للرقابة من قبل لجنة أهلية وبلدية كي لا تتكرر تجربة الناعمة، أما الرفض فما عاد يجدي.
هذا في مدى اللحظة المشرعة على كارثة إن لم نقبل بالحلول الممكنة، لكن في المقابل ثمة حلا مستداما يمكن العمل عليه من الآن، وإن كان طويل الأجل، وهنا نتوقف عند تنويه الوزير جريصاتي "بجهود اتحاد بلديات الشوف الأعلى، حيث يتم معالجة نفايات الشوف الأعلى في معمل أنشئ خصيصا في المنطقة"، ففي ذلك تأكيد على أن معامل المعالجة حاجة وضرورة، ومن ضمن خطة متكاملة.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"