#الثائر
شارك رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في القداس الالهي قبل ظهر اليوم في كنيسة سيدة التلة العجائبية في دير القمر، والذي ترأسه راعي ابرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمار ، في حضور وزير المهجرين غسان عطاالله، النواب جورج عدوان وماريو عون وفريد البستاني، الوزير السابق ناجي البستاني، رئيس بلدية دير القمر السفير ملحم مستو وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير وحشد من المؤمنين.
عاون العمار في القداس الأب جوزيف أبي عون والأب روي عبدالله، في حضور الرئيس العام للرهبانية المريمية الأباتي مارون الشدياق.
العمار
بعد الإنجيل المقدس، ألقى العمار كلمة رحب في مستهلها بالرئيس عون، معتبرا حضوره بين المؤمنين في القداس والصلاة وللاسبوع الثاني على التوالي على الرغم من وجوده بينهم لفترة محدودة، "له مدلولاته الخاصة بالنسبة لنا، إذ تعبرون فيه عن محبتكم لهذه المنطقة وعطفكم الابوي على ابنائها، تشجعوننا على الاستمرار في رسالتنا الحضارية والايمانية في هذا الجبل".
وقال: "ننوه بهذا الحضور ونطلب لكم من الله العافية ولكل معاونيكم في ادارة الوطن الحبيب لتصلوا به الى بر الامان. ونعدكم بأننا سنكمل رسالتنا هنا على الرغم من بعض الصعوبات العملية ونعمل بجد مع كل اخوتنا في هذا الجبل لنوسع جسور الحوار والتلاقي والتعاون من اجل غد افضل. نثق بما وعدتمونا به من استقرار وأمان وانهما من اولوياتكم الدائمة".
أضاف: "تفرح اليوم دير القمر بكل اهلها وسكانها وزوارها والمسؤولين فيها بحضوركم بينهم، وتطلب لكم من الله كل التوفيق والاستقرار في ادارة مسيرة البلاد نحو الخير والسلام، وشكرا لكم هذه اللفتة المميزة نحوها، طالبة ان تتكرر في السنوات المقبلة اذا سمحت الظروف لكم، وهي تعبر دائما عن ولائها التاريخي والحضاري المستمر بهذا الوطن الحبيب".
وتابع: "ما جرى مع يسوع والمرأة الكنعانية في نواحي صور وصيدا، يعبر عن مسيرة حضارية إيمانية عاشها أهلنا في القديم، وعلى الرغم من مر السنين ما زال الكثير من اساساتها حاضرا في حياتنا اليومية".
وقال: "التعددية في الإيمان والمعتقد لأبناء هذه المنطقة، لا يمنعهم من التواصل في ما بينهم ومع الله. المرأة في هذا الانجيل كانت وثنية المسكن والمشرب والمولد والمعتقد، لكن دخول الشيطان في ابنتها جعلها تنفتح على الله الواحد عبر يسوع المار في بلادها وتكون من المؤمنين به العظام في شهادة يسوع بالذات وما زالت هذا الحالة الايمانية ساكنة في الكثير من ابنائها في هذه المنطقة. فعلى الرغم من انتمائهم بالمولد والمسكن الى ديانة معينة او معتقد ما، ولكنهم منفتحين ومتعاونين مع الآخرين من غير معتقدهم ودينهم، مما جعل من بلدنا ان يكون بشهادة القديسين بلد رسالة واكبر من وطن".
أضاف: "وجود الشيطان حاضر دائما في مجتمعنا ومن يعاونه حاضر ايضا، ولكن الخيرين كثر في بلادنا وعابدين الله الواحد الحقيقي كثر ايضا، واكاد اقول والقديسين من اهلنا ايضا كثر، وهؤلاء هم الذين يرحبون بالله في ما بينهم كما فعلت المرأة في هذا الانجيل، ليطرد الشيطان ممن اغوتهم اهواؤه وتصرفاته وحالته. نقول في امثلتنا ان الشيطان يكمن في التفاصيل ليغلب الشر على الخير ولكن عندما ننادي الله لكي يسكن في قلوبنا وقرانا ومدننا ومجتمعنا كما نادت الكنعانية وألحت على يسوع طالبة ان تنال من فتاة الخبز المتساقطة عن مائدة البنين، فحينئذ تتحقق العجيبة ويطرد الله الشيطان ولو كان موجودا في التفاصيل. أرضنا أرض المرأة الكنعانية، مر عليها الكثير من الطامعين والمتسلطين والناهبين، وقد ذهبوا كلهم ولم يتركوا اثرا من بطشهم وظلمهم الا ما ورد عنهم في كتب التاريخ، ولكن ها هي هذه الارض المباركة تعود وفي كل مرة من جديد، لتكتب لنا تاريخا جديدا فيه الكثير من تعاليم الله، تاريخا يقوم على التلاقي الآمن والتعاون الخير والمستقبل الواعد. نعلم بأن المتربصين شرا بنا هم كثر ولكن لا بد من أن ينتصر الحق أخيرا والله فينا هو الحق".
وختم: "بارككم الله يا فخامة الرئيس وبارك هذا الجمع الحاضر وبارك كل المريدين خيرا لهذا الوطن. نعتز بكم رئيسا وقائدا لمسيرة إنقاذ الوطن كما نعتز بوطننا لبنان وطن الرسالة".
أبي عون
بعد القداس، ألقى الأب ابي عون كلمة شكر فيها للرئيس عون حضوره. وقال: "فخامة الرئيس، عندما استقبلتنا، نحن المجلس الرعوي في دير القمر، في اليوم التالي لوصولكم إلى المقر الصيفي في قصر بيت الدين، بادرتم إلينا بهذه الكلمة المهمة: "أنا جيت كرمالكن…كرمال الناس ت يشعرو أكتر بالأمان…وأكملت بكلام بعبر عن فكرك وذاتيتك: أنا بحب إلتقى بالناس". وما حضورك معنا اليوم والأحد الماضي في كنيسة مار مارون، وكل إستقبالاتك للوفود الشعبية على مختلف طوائفهم وانتماءاتهم السياسية، سوى خير تعبير عن هذه الروحية الجمالية المحبة والقريبة من كل الناس".
أضاف: "وكأني بفخامتك، وأنت تستقبل وتسلم وتصغي وتتأثر وتتحدث وتجدد العهد والوعد، وتفرح وترتاح بلقاء هذا الشعب اللبناني الطيب على تنوعه، كأني بك تصرخ إليهم صرختك التاريخية التي أيقظت فيهم الحلم والحقيقة، ومن قلب الجبل، قلب لبنان: يا شعب لبنان العظيم".
وختم: "شكرا مجددا فخامة الرئيس…زيارتكم لدير القمر وكنيستها. سيدة التلة لها رمزيتها التاريخية والوطنية في ترسيخ الوجود وتثبيت العيش المشترك. شكرا، انتم الرئيس والقائد و"بي الكل".
وبعد تلاوة صلوات الشكر، قدم العمار وأبي عون ورئيس البلدية الى الرئيس عون ايقونة سيدة التلة العجائبية بإسم الرعية عربون محبة وشكر وتقدير.