#الثائر
لا أمل يرتجي، وما عاد ثمة ما ينبىء بخير قريب، ماضون نحو الأسوأ إن لم نتدارك الصعب الماثل اليوم، ويزيد يقننا بألا شيء تغير وسط زحمة المواقف المطالبة بمواجهة الظروف والأوضاع الاقتصادية الراهنة، وكثرة الحديث عن مخاوف تستهدف لبنان وتتهدده من خاصرة واقعه المالي المأزوم، الكل يجمع على دنو الكارثة إن لم نتنبه للقادم من مخاطر، والكل لا يتصرف انطلاقا من روحية مواقفه، حتى صار الكلام مضيعة للوقت، يكفي أن نطالع مواقف اليوم لنتأكد كم صار واقعنا شعبويا في ظل شعارات تحذر من محظور قادم على صهوة خيبة تتجذر في حاضرة السياسة، أما ما نشهده فلا يعدو كونه ملهاة ومأساة، خصوصا ساعة يغلِّب المسؤولون مواقفهم والمواقع على حساب الواقع المتشظي، هذا الواقع المزنَّر بألف سؤال وسؤال، ولا من يهتم.
وحده رئيس البلاد قابض على جمر المرحلة، وحده يكابد ويدأب لتجنب المآل الصعب، فيما الآخرون، أو بعضهم (كثيرهم أو قليلهم)، يمالئون وينظِّرون، وكأن الوطن حصان عاجز في مضمار سباق، وليس بينهم من يعلم أن كل الرهانات خاسرة إن لم نتوحد ونتحد ونصون ما بقي من بناء قبل أن يتداعى وينهار على رؤوس الجميع، في وقت لم يعد ثمة من هو في مأمن، والكل مهدد ولن يكون هناك ناجون فيما لو غرقت سفينة البلاد وتقاذفتها الرياح الهوج (لا قدّر الله).
خطير ما يجري اليوم، والأخطر أن ثمة من يريدون تسجيل النقاط عل العهد وفي "مرمى" العهد، وهؤلاء واهمون ومتهمون، حالمون وضائعون، وما نحن عليه اليوم يختصر بالتالي، من يصوب على عهد الرئيس العماد ميشال عون كمن يصوب على نفسه، ومواقفه مردودة إليه، تصيبه أكثر، وأية مكابرة يعني أننا مستمرون في التجديف عبثا، علما أن المطلوب اليوم التجذيف بقوة في بحر الصعاب لندنو من مرافى الأمل وموانىء الاستقرار.
لا يمكن الاستمرار على ما نحن عليه الآن، ما تحقق منذ مدة قريبة عل مستوى المصالحات مهم جدا ولكنه لا يكفي، لا يطلب الرئيس مواقف مؤيدة وزيارات داعمة، وإنما يطالب بمواقف حازمة تحاصر الفساد أكثر وتؤمن حدا أدنى من تضامن، وهذا أقل الإيمان، يريد الرئيس طحنا وطحينا لا أصوات تنشز بالوهم، والكل مسؤول والكل معني، وما عاد يجدي التلطي خلف جدار الإنتظار العقيم!