#الثائر
ربما يعجب قراؤنا الأعزاء إن أغدقنا في مدح مسؤول وسوق كلمات الثناء والتقدير في سياق رصدنا للمستجد سياسيا واقتصاديا، لكن يبطل العجب ساعة يتأكد من يتابع "الثائر" althaer.com أننا لا نتناول الأشخاص وإنما المواقف، ولسنا منصة إعلامية دأبها تسليط الضوء على ما هو سلبي، وغالبا ما نبحث عن بصيص أمل لنبني عليه في مقاربتنا لمجمل أزماتنا، قديمها والمستجد، ودائما ننأى عن الشخصي في توجه مهني نريده دائما متسما بالرصانة والموضوعية، ننتقد الموقف ونثني على الموقف أيضا، ننتقد ساعة نستشعر خطرا يؤجج الصراع الداخلي ونثني لحظة تطالعنا مواقف تستشعر الخوف على واقع ومرتجى.
ففي غمرة السجالات القائمة وإن بوتيرة لا تتسم بالحدة كما شهدنا طوال خمسة أسابيع ماضية، جاءت مواقف عضو "تكتل لبنان القوي" النائب جورج عطالله في حديث الى برنامج "لبنان في اسبوع" الذي تعده وتقدمه الزميلة ناتالي عيسى عبر "اذاعة لبنان"، ليؤكد أن الإرادة الطيبة والرؤية الثاقبة هما المدخل الملزم لتكريس الاستقرار عوضا عن التعمية ورفع سقوف التخاطب أكثر مما يحتمل واقعنا السياسي الهش، والآيل أحيانا إلى التداعي والإنهيار.
لن نتطرق إلى جل ما تناوله النائب عطالله، إذ يكفينا قوله "بعد ثلاثين سنة على خروجنا من الحرب نريد ان ننظف، وهذا يحتم وجود نوع من التضحية والاجراءات المؤلمة والمزعجة التي كان يجب ان تتخذ"، رافضا "مقولة أن الناس فقدت الثقة بالدولة، لان هؤلاء الناس أنفسهم تتحين لهم الفرصة مرة كل أربع سنوات لنزع ثقتهم عن الطبقة السياسية، التي حكمتهم لاكثر من اربعة عقود وعدم التجديد لها"، معتبرا "ان هناك مسؤولية مباشرة على هؤلاء الناخبين لا سيما اننا لسنا في نظام قمعي يفرض التصويت بالقوة لصالح طرف معين في الانتخابات النيابية".
ما أثلج الصدور دعوة النائب عطالله إلى عدم تسييس موضوع تمزيق اللافتات المرحبة برئيس الجمهورية في الجبل، خصوصا بعد استنكار القيادات الكبرى لهذا الامر ودعوتها لمحاسبة الفاعلين، معتبرا "ان زيارة الوفد الإشتراكي للرئيس عون هو للتأكيد على هذه الصورة وان مصالحة بعبدا سيبنى عليها"، داعيا الى "التخلص من فكرة ان هناك فريقا مستهدفا في البلد وان فريقا يريد الغاء الآخر، وهذا المنطق لم ينجح حتى في عز ايام الحرب الأهلية".
سعادة النائب جورج عطالله قلوبنا معك، وهذا لسان حال كل لبناني حريص على وطنه، على شعبه، وعلى تعزيز المصارحة سبيلا وحيدا لمصالحة نريدها مسارا ثابتا على طريق إعادة بناء الدولة.