#الثائر
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي ، الذبيحة الالهية بمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد، في كنيسة دير "سيدة قنوبين" الذي انتقل اليه من المقر البطريركي الصيفي في الديمان، يرافقه النائب البطريركي العام على الجبة وزغرتا اهدن المطران جوزيف نفاع، القيم البطريركي الخوري طوني الآغا، المونسينيور فيكتور كيروز، امين الديوان الخوري خليل عرب وامين سر البطريرك الخوري شربل عبيد.
ووسط قرع الاجراس والترانيم، اسقبلت رئيسة الدير الاخت جانيت فنيانوس والسابقة الاخت انجيل المسن البطريرك وصحبه في حضور الراهبات الانطونيات المقيمات في الدير والخوري فريد صعب وكاهن الرعية حبيب صعب والامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار.
وبعد استراحة قصيرة، ترأس البطريرك قداس عيد انتقال السيدة العذراء في الكنيسة الاثرية يعاونه المطران نفاع وكاهن الرعية حبيب صعب بحضور مختار قنوبين طوني خطار وحشد كبير من ابناء الوادي والمؤمنين.
الراعي
وبعد تلاوة الانجيل المقدس، القى البطريرك عظة من وحي المناسبة بعنوان "ها منذ الان يعطيني الطوبى جميع الاجيال"، وقال: "يسعدنا اليوم ان ننضم الى كل الاجيال التي ترفع الطوبى لمريم، ونحن اليوم ننضم لكل هذه الاجيال هنا في الوادي المقدس من نساك ورهبان وشعب وبطاركة واساقفة عاشوا هنا معهم وكانوا يرفعون الطوبى لمريم من هذا الوادي، وكان اركان الدول والقادة يجتمعون هنا في هذا الموقع حول البطريرك ليحتفلوا بهذه الذكرى، ونحن اليوم هنا نشكر الراهبات الانطونيات اللواتي خدمن هذا الدير، ونهنئ الاخت صوفي والام الرئيسة نزهة الخوري ونتذكر الاخت دومنيك، وايضا الاخت انجيل التي خدمت هنا لفترة، واليوم تنتقل الى غزير بناء لقرار السلطة الرهبانية ولا يزال عقلها وقلبها في هذا المكان، ونرحب بالاخت الجديدة جانيت فنيانوس ونتمنى لها التوفيق في مهامها الجديدة".
اضاف: "نحتفل اليوم بهذا العيد الكبير، عيد انتقال السيدة العذراء بالنفس والجسد، عقيدة ايمانية اعلنها المكرم البابا بيوس الثاني عشر في 2 تشرين الثاني 1950 مبينا ركائزها الخمسة: اتحادها بالله منذ الازل بتدبير الهي، عصمتها عن الخطيئة الاصلية منذ اللحظة الاولى لتكوينها في حشى امها القديسة حنة امرأة يواكيم، بتوليتها كعذراء كلية النقاوة قبل الميلاد وفيه وبعده، انتصارها الكامل على كل خطيئة شخصية وشريكة سخية مع ابنها في آلام الفداء".
وتابع: "وقد توجت العذراء مريم من خلال كل هذه الانعامات الى تحفظ منزهة من فساد القبر وتنتقل على مثال ابنها الذي انتصر على الموت بنفسها وجسدها الى مجد السماء الاسمى، حيث تتلألأ ملكة عن يمين ابنها الملك السماوي الذي لا يموت ابد الدهر".
ولفت الراعي الى ان "عيد الانتقال يبين قيمة الحياة البشرية وقدسيتها وكرامة الشخص البشري، وذلك ان ابن الله بتجسده وبالفداء اتحد بكل انسان واصبح طريقه وعهد به الى عناية الكنيسة ليكون طريقها هي ايضا بحسب تعليم القديس البابا يوحنا بولس الثاني في رسالته العامة الاولى "فادي الانسان". وعلى ضوء هذا التعليم، بات من واجب العمل السياسي، اكان تشريعيا ام قضائيا ام امنيا، احترام الانسان في حقوقه الشخصية والعينية وفي كرامته وقدسية حياته وفي سلامته الجسدية والمعنوية، لهذا السبب لا تستطيع الكنيسة ان تصمت امام كل ما يهدد المواطن ايا كان دينه ورأيه ولونه ماديا وخلقيا واقتصاديا، بل على الكنيسة ان تطلق دائما صرخة الانجيل، صرخة الحق والعدل ورفع الظلم والكذب، وان تعطي صوتا لمن لا صوت لهم، وهكذا ترانا في هذه الايام التي تصلنا فيها شكاوى متعددة مكتوبة وموثقة، نرفع الصوت عاليا منددين بالاخطار الاقتصادية والمالية وبالخلافات السياسية وبالعنف والتعذيب وشتى الاعتداءات والممارسات الغير انسانية التي تجري هنا وهناك، واننا نواصل هذا الامر مع المسؤولين من اجل وضع حد لعذابات المواطنين التي تجري على ارضنا وكأننا اصبحنا في نظام آخر ووطن لآخر وعالم آخر".
وقال : "سيدة الانتقال وتتويج العذراء هي سيدة قنوبين، في هذا المقر البطريركي عاش بطاركتنا 400 سنة في عهد العثمانيين من اجل المحافظة على الايمان الكاثوليكي والاستقلالية، قاوموا بالصلاة والصمود مع الموارنة الذين يقيمون في قرية قنوبين ومع الرهبان والنساك العابدين في المغاور والمناسك. 17 بطريركا يرقدون على رجاء القيامة، ومن هنا كان البطاركة وعلى رأسهم المكرم البطريرك الكبير مار اسطفان الدويهي، يقودون المسيرة الوطنية بواسطة المقدمين والمسيرة الكنسية بواسطة الاساقفة، حتى بلغوا مع المكرم البطريرك الياس الحويك الى اعلان دولة لبنان الكبير في ايلول عام 1920. هنا اعتدي عليهم جسديا ومعنويا وماديا واهينوا واحرق كرسيهم وهجروا ثم عادوا وصمدوا وتجذروا وانطلقوا من الوادي الى جميع المناطق اللبنانية فالى القارات الخمس، فتمت نبؤة مريم العذراء في نشيدها "حط المقتدرين عن الكراسي ورفع المتواضعين".
واكد ان "عيد الانتقال وذكرى بطاركتنا ونساكنا واهالي هذا الوادي، كلها دعوة رجاء لنا للصمود والتجذر والانطلاق حاملين رسالة الانجيل. ولتكن حياتنا مثل الذين سبقونا بخور صلاة نرفعه الى الثالوث المجيد الاب والابن والروح القدس آمين".
وبعد القداس وجولة في ارجاء الدير، اقيمت مأدبة غداء على شرف البطريرك والمشاركين، القت في خلالها الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات كلمة شكر بمناسبة "اليوبيل ال25 لتسلم الراهبات الانطونيات خدمة الدير".