#الثائر
نربأ بأنفسنا الرد على أي وسيلة إعلامية، ولسنا ممن يصطادون بالماء العكر، كلمتنا نقولها على حد السيف، لكن ما يصح على السياسيين في نقدنا لهم حرصا على الأمن والاستقرار، يصح كذلك على الإعلام ونحن منه، ومن هنا، نقول "ممنوع المزح" وارحموا أعصابنا ونحن خرجنا للتو من محنة كادت تودي بالبلد إلى أعتى المهالك، وأي تجديف إعلامي مرفوض ومرذول، اسخروا ما شئتم من فناني آخر زمن، وادخلوا غرف نومهم وتقصوا أخبارهم، والقضاء يحكم بينكم وبينهم، أما في السياسة فإن كل كلمة محسوبة، وما عدنا بقادرين على تحمل أخبار "ولادية".
إنتقدوا المواقف بعين واثقة وقلم جريء، فقط المواقف، وانأوا عن أمور تافهة، ولمن لا يعلم، نقول أنّنا في "الثائر" althaer.com، آثرنا ألا ننشر أخبارا عن وقائع حصلت، وتركنا لغيرنا أن يسجل "سبقا"، مرات كثيرة تجنبنا الخوض في قضايا تتسم بالحساسية لأننا نرفض أن نكون مجرد "بوق" لهذا أو ذاك، لأننا ندرك أن الإعلام مسؤولية، دأبنا العمل في سياق ما يبقي من يتعاطى بالشأن العام تحت مقصلة النقد لا التجريح، وفي لحظات دقيقة علينا أن نكون مساهمين في كل ما من شأنه أن يعزز السلم الأهلي والاستقرار، لأننا جزء من مجتمع ودولة ولسنا هابطين من فضاء غريب.
ومن هنا، نعلن اليوم تضامننا مع النائب في "التيار الوطني الحر" و"تكتل لبنان القوي" سليم عون ، بعد أن استوقتنا تغريدته على "تويتر"، لافتا فيها إلى ما تعرض له من وسيلة إعلامية، طالبا منها التوقف "عن الكذب والتلفيق"، وقال: "نعم حضرت عشاء القوات (اللبنانية) وكان إستقبالهم لي وفق الأصول، ولم يتم تأدية أغنية (قوم بوس تريز) بحضوري أبدا، فيكون الكلام عن حشري وثم عن عدم مغادرتي للعشاء محض إفتراء ومن خيال مفبرك الخبر، اما إذا كانت ستحسب لي او علي، فلم يعد من المجدي الرد".
عيب أن تنشر أخبار تستهدف وتُطاول مسؤولين بغض النظر إن حدثت أم لا، وكان على أي وسيلة إعلامية بدلا من أن تنساق إلى هذا الدرك الإعلامي، أن تسلط الضوء على أهمية اللقاء، فحضور النائب عون في عشاء لـ " القوات اللبنانية " بادرة مهمة تساهم في تبريد الأجواء وتؤسس لتلاقٍ مطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى بين مكونين أساسيين على الساحتين المسيحية والوطنية.
هكذا نفهم الإعلام، مسؤولية لا منصات فارغة من مضمون، الإعلام فكر ووعي وثقافة وقيم ومناقب وأخلاق، الإعلام عين رقيب مسؤول، والإعلام مدعو في كل لحظة لرصد الأخطاء في المواقف في سبيل تصويبها لا ذر الرماد في العيون.
من هنا، نعلن موقفا واضحا، ونقول: "متضامنون مع سليم عون".