#الثائر
توقفت مساعي التهدئة ولا مبادرات قابلة للحياة، والحكومة في عطلة مفتوحة وإلى أمد غير معروف، وفيما أعلن " الحزب التقدمي الإشتراكي " أمس مواقفه على لسان وزيره وائل أبو فاعور في مَا يشبه "إعلان حرب" على العهد و"التيار الوطني الحر" و"مجلس القضاء الأعلى"، من المتوقع أن تكتمل اليوم عناصر المواجهة المفتوحة مع الرد المتوقع لرئيس "التيار" وزير الخارجية جبران باسيل، وعود على بدء، والأمور إلى مزيد من التأزيم في مواجهة سياسية وقضائية مفتوحة.
وفي هذه الأثناء، ما زال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على موقفه، رافضا أي اتهام يساق ضده بنسف مبادرة الحل، فيما أكدت مصادر مقربة من القصر أن أبواب بعبدا مفتوحة، وأن الرئيس عون يدعم أي حل لمعالجة تداعيات وذيول حاثة قبرشمون - البساتين، وكذلك استئناف جلسات مجلس الوزراء، غير أن آفاق التسوية ضاقت وتكاد تتلاشى.
وفي جانب آخر، وبحسب مصادر نيابية مقربة من عين التينة، فإن ما بات مرجحا أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أوقف مساعيه في ظل التصعيد الحاصل، وسجل عنه امتعاضه من عدم تجاوب أطراف النزاع مع مبادراته المتكررة، أما رئيس الحكومة سعد الحريري فطاب له المقام في إجازته الصيفية، إلا أن مصادره أكدت أنه في طريقه إلى بيروت، ولا زال يراهن على احتواء الأزمة بمصالحة تحول دون نقل الاشتباك إلى داخل مجلس الوزراء.
وسط هذه الأجواء، ليس ثمة من يعلم إلى أين ستفضي التطورات الأخيرة، وما هي حدود اللعب وما هي آفاق المراهنات، وإن كان مؤكدا أن رفع السقوف دونه أخطار كبيرة، في وقت راح البعض يتحدث عن أزمة نظام تستهدف "الطائف"، ما يؤسس لمرحلة جديدة من التوترات أكبر وأخطر من حادثة أمنية، وهذا ما تلمسه متابعون أمس وجدوا في انكفاء الرئيس بري عن مساعيه استشعاره لخطورة ما يجري اليوم، وفسروا صمته على أنه تعبير عن استيائه الشديد لما آلت إليه التطورات الأخيرة.
ما يؤرق اللبنانيين في هذه الأوضاع المتأزمة، تمثل في أن تجميد عمل الحكومة ترافق مع اقتراب التصنيف الائتماني المالي للبنان بعد أسبوعين، خصوصا وأن ثمة توقعات بأن يكون سلبيا جدا، وهذا ما يعكس حقيقة أن غياب أي توجه لاستيعاب أزمة "قبرشمون" ستكون له تداعيات خطيرة، وهذا إن دل على شيء فعلى غياب المسؤولية الوطنية المفترض أن يتسلح بها الجميع، على الأقل انتصارا لهموم الناس وتسييرا لأمور الدولة.
كل ذلك يؤكد ألا حلول آنية، والكل غير آبه برفع السقوف بالرغم من أن ثمة انعكاسات سلبية وكارثية على كل لبنان، لا على فريق دون آخر، وهذا يعني أن المراوحة مستمرة ولكن هذه المرة في حقل ألغام!