#الثائر
في لبنان، وفقط في لبنان حزب يدافع عن كسارة، ويبدو أن ما انتظرناه لأكثر من ثلاثين عاما من وزير واثق مقدام لم يرقْ لحزب قال رأيه مباشرة، من قبيل حرصه على كسارة تنهش وتقتل وتستبيح من الصحة إلى البيئة إلى الكرامة، ولنا أيضا أن نقول رأينا، سلاحنا الكلمة، وهي أقوى من "بلاهة البحص" والهدم، وكي لا نُتهم بأننا نمالىء، نورد في هذه العجالة تغريدة للوزير الأسبق يوسف سلامة عبر حسابه على "تويتر"، قال فيها: " فادي جريصاتي وزير من صنف آخر، أعاد لوزارة البيئة بعدها الاستراتيجي ويتعاطى مع المشكلة البيئية لناحية انعكاساتها على باقي قطاعات الصحة والسياحة معا، إلى الأمام".
ونقول لمعالي وزير البيئة قلوبنا معك، وتأكد أن المواقع زائلة وكل ما فوقها فان، أي فوق هذي الأرض المباركة الطاهرة، أرض القديسين والأولياء والأنقياء الأتقياء، لا أرض المصالح والصفقات وانتهاك حرمة الصخر، نعم يا معالي للصخر حرمة، إن الصخرَ، حتى الصخر يئن من وجع، والصخر يتعب أيضا، يلهث وينبض، وأنّــــى لمن لا يبصر غير المال أن يسمع، وثمة صخور يا معالي الوزير تتسنّم مواقع في السلطة، غائبة عن الحياة، عن السمع، عن الإدراك، وهي صخور من لحم ودم لم تقدم أية إضافة ربما يذكرها التاريخ في هذا المدى المغبر الشاحب.
الصخر يا معالي الوزير حفظ إرثنا الإنساني، على الصخر نقشت زخارف ورسوم وكتبت مسرحيات ووصلت إلينا علوم وفنون، والصخر أصدق من بعض بني البشر، يحكي بنقاء فراشة ولهثة حسون وخلجة زهرة، وفي الصخر يا معالي الوزير شقوق حانية، تخرج منها الحياة وتتدلى غصون خضراء كموج غابة.
الصخر يا معالي الوزير زينة وجمال، شواهد باسقة وجهتها الشمس، الصخر يا معالي الوزير نَقَل إلينا بصدق إرث الحضارات وعلوم الأولين وأغنى تاريخنا الإنساني، والصخر حكاية صاغتها الطبيعة عبر ملايين السنين، وما دمر حتى اليوم انتهاك لحرمة الأرض، ومن يؤثر تدميرها لم نرَ منه مراعاة لوجعها، لم يجلل، لم يترِّب، لم يزرع، لقد زرت يا معالي الوزير مواقع الكسارات في لبنان، وزارها قبلك وزراء لم ينصتوا لوجعها، فكيف سمعت وجع الصخر وهالك أنينه؟
وحده التاريخ ينصف الشجعان، وسيكتب بحروف من ذهب أن الوزير فادي جريصاتي تصدى لمافيات المقالع والكسارات.
فيا معالي الوزير، قلوبنا معك.