#الثائر
- * " فادي غانم "
ألم يستشرف المسؤولون ما نواجه من أخطار؟ وهل بالتعطيل نواجه ونتصدى؟ ألم يحن الوقت العمل في حكومة "إلى العمل؟ أم أن المطلوب المناكفة إلى أبد الآبدين ونخسر بلدا ونضيع في أصقاع الأرض القريبة والبعيدة؟ وهل قدرنا أن نظل محكومين بالرهانات الخاسرة والخيارات القاتلة؟ وماذا بعد؟
لا نملك في هذه اللحظة القاتمة سوى الأسئلة، نرفعها إلى من بيدهم الحل والربط، ومن ائتمنّاهم على حاضرنا ومستقبلنا، فالخوف يكبر وتأخذنا الهواجس إلى تخوم القلق، ولا نملك أكثر من تمنيات يبدو أنها لن تكون قابلة للصرف في بورصة المواقف الأخيرة مع ما شهدنا من تطورات، لا بل استعصت الأمنيات وراحت تذوي وتتلاشى إلى حد صرنا نخاف الأسوأ.
مع مَا نواجه اليوم من استحقاقات بدأ الوقت يضغط، وضاقت الفرص ولم يعد في مقدورنا الإنتظار على قارعة الفراغ، فالشلل أصاب جسم الدولة وما عاد التفاؤل يجدي طالما لم نعززه بما يبقيه قابلا للحياة، وكأن البلاد يمكن تسير وتتطور وسط الخلافات والاختلافات، ولا ندرك حتى حدود هذه اللحظة أن لا بنيان يرتفع دون توافقات وتفاهمات بحدود دنيا، وما نشهده كمواطنين يُــختصر بالخيبة والخوف، وبحالة من عدم الرضى على مجمل أداء السلطة، فلا الوعود أثمرت مشاريع وإنجازات، ولا الشعارات تحررت من أغلال النزوات والمصالح.
لبنان على مفترق طرق، إما الدولة أو اللادولة، إما الوطن وإما نقيضه، أي الفوضى، فما عاد ثمة منطقة وسطى، ثلاثون سنة انصرمت ولم نرقَ إلى حدود الدولة العادلة القوية، وما نزال "نخبط خبط عشواء" لا نلوي على شيء، فقط مناكدة ورفع سقوف ومماطلة، دون أن نستشعر خوفا من خسارة ما بقي من حضور دولة نراها تضمر، والضمور بداية السقوط ومقدمة لانهيار كبير، فما عاد بالإمكان التلطي خلف أوهام لم تجلب للبنان إلا الكوارث والويلات، ثلاثون سنة ولما نزل نراوح بين الخسارة والخسارة، غير قادرين على الثبات لنتمكن من الانطلاق نحو ما يطفىء أسئلة استعرت وتنتظر من يخمدها.
لم يعد لبنان محكوما بالتعطيل، فالأخطر قادم، ولا نبالغ إن قلنا إن ثمة استحقاقات داهمة محليا وإقليميا تهدد الكيان، فوحدة لبنان على المحك، ومصيره إلى المجهول، ولن نسترسل في عرض ما نحن عليه من تشرذم، وما نواجه من تبعات التعطيل على مستوى مجلس الوزراء، ولا ما استجد على مستوى الموازنة العامة، ولا في مَا نشهد من أحداث أمنية متنقلة، وتراجع الاقتصاد وترهل مؤسسات الدولة... إلخ.
لبنان على حافة الهاوية، فهل نتعظ؟!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس "جمعية غدي"