#الثائر
تكشفت اليوم فصول جديدة من الحرب الأميركية على إيران، وما كان حتى الأمس القريب بعض تصورات تراوح بين التحليل والإستنتاج، بات اليوم واضحا مع سعي أميركي واضح لتدويل "مضيق هرمز" دون قرار أممي، أي خارج إطار مجلس الأمن، بمعنى أن الولايات المتحدة تسعى للسيطرة المقنعة على هذه المنطقة الحيوية تحت مظلة "دولية" هي من يضعها، وهذا ما سيفضي إلى نزاع بدأت تلوح معالمه مع رفض روسيا والصين ضمنا لمثل هذه الخطوة، وهذا ما سيتضح أكثر في الأيام القليلة المقبلة.
ففي إعلان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو اليوم من أن واشنطن بصدد بناء تحالف دولي لحراسة "مضيق هرمز"، سيشمل دولا من كافة أنحاء العالم، تأكيد على توجه واضح القصد منه "تأديب" إيران وتفعيل وتشديد العقوبات عليها، وهذا ما ألمح إليه بومبيو أيضا لجهة أن الولايات المتحدة تسعى إلى "تغيير سلوك قادة طهران"، وتسعى أيضا لتشكيل تحالف يقوم بدوريات في مضيق هرمز من أجل بقاء الممرات البحرية مفتوحة.
واستدعى موقف بومبيو ردا سريعا من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، أكد فيه أن موسكو لم تتلق أية مقترحات من الولايات المتحدة فيما يتعلق بمبادرة واشنطن لإنشاء تحالف لحراسة مضيق هرمز، مشيرا إلى أن روسيا تؤيد فكرة الأمن الجماعي في المنطقة، ولم يفسر بوغدانوف ما رمى إليه بـ "فكرة الأمن الجماعي" لكن ما صرح به تضمن موقفا واضحا يُقرأ بين السطور، خصوصا عندما أشار إلى أنه "لم يقترح علينا أحد أي شيء. عادة يقومون بالاتصال، ويشرحون ما يريدون ويقدمون أفكارا. ونحن مثلا نقترح مفهومنا للأمن الجماعي في الخليج. واليوم مرة أخرى سنقدمه وسننشره، أما أنا شخصياً فلا أفهم ما يقترحه الزملاء الأميركيون"!
ومن هنا، بات واضحا أن مسألة التدويل بدأت تلوح في الأفق، وبحسب صحيفة "تايمز" البريطانية، فإن دولا غربية تبحث خططا لنشر قوات لحماية السفن المدنية في منطقة الخليج، فيما ذكرت أن جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن حول الحادثة يعتقد أن الولايات المتحدة وبريطانيا طرحتا فيها لأول مرة مسألة تدويل مضيق هرمز بعيدا عن الاعلام، كي تستمزج آراء الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن حول هذه الخطوة.
ويبدو أن هذه المقاربة الأميركية تشبه ما نحن عليه في لبنان مع تعطيل مجلس الوزراء على خلفية حادثة قبرشمون، أي عندما يتحكم اللامنطق في أمور كبيرة، فتدويل أميركا لمضيق هرمز دون مظلة أممية يشبه تعطيل حادثة قبرشمون للسلطة التنفيذية.