#الثائر
تستعد مدينة ميلانو لإقامة مراسم جنازة القاضي فرنشيسكو بوريللي، مؤسس "تجمع الأيدي النظيفة"، وسط حضور لا مثيل له من سياسيين وحقوقيين. وكان بوريللي فارق الحياة السبت الفائت عن عمر يناهز الـ 89 عاما، بعد صراع مع المرض.
وقد خرجت الصحف اليوم بعناوين رئيسية تسرد مسيرة الرجل الذي بغضته الطبقة السياسية في التسعينات، مسيرته القضائية لنحو خمسين عاما، قضاها في عمل المحاكم وأهمها تعيينه مدعيا عاما لملف الأيدي النظيفة في ميلانو عام 1992.
وكتبت جريدة "الريبوبليكا" صباح اليوم أن "القاضي فرانشيسكو سافيريو بوريللي، الذي قاد تحقيقات الفساد الشهيرة في قضية الأيدي النظيفة، التي أطاحت بالنخبة السياسية في أوائل التسعينيات، كان اهم مدع عام في تاريخ إيطاليا.
وأشارت إلى أن الراحل عندما كان رئيسا للادعاء في أكبر فضيحة سياسية شهدتها البلاد، تولى القضية التي اتخذت اسم "تنجيبولي" اي رشاوى المدينة التي أدت لاعتقال المئات من رجال الأعمال والشخصيات السياسية وكانت سببا في نهاية المستقبل السياسي لكثيرين منهم".
أسقط بوريللي هو وفريقه في تجمع الأيدي النظيفة الطبقة السياسية للجمهورية الثانية ولأول مرة في تاريخ الجمهورية دخل مئات السياسيين السجن دون رخمة او تسوية.
وفي حديث لـ"الوكالة الوطنية للاعلام" أكد غويد دي سانتيس احد اهم الحقوقيين في العاصمة روما أن بيرللي من "اهم القضاة التي عرفتهم إيطاليا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية"، وقال: "كان رئيسا للادعاء في أكبر فضيحة سياسية شهدتها إيطاليا أسقطت اهم الأحزاب، الديموقراطي المسيحي والاشتراكي والجمهوري والليبرالي . وتولى بوريللي هذه قضايا التي أدت لاعتقال المئات من رجال الأعمال والشخصيات السياسية وكانت سببا في نهاية المستقبل السياسي لكثيرين منهم".
وقال الرئيس سيرجيو ماتاريلا في بيان: "كان قاضيا من طراز رفيع، التزم بتأكيد رفعة واحترام القانون، وخدم الجمهورية بكل إخلاص".
معظم المواطنين الإيطاليين يعتبرون بوريللي وتجمع الأيدي النظيفة أبطالا، الأمر الذي دفع المؤسسات الرسمية للاشادة بإنجازاته.