#الثائر
" - أنور عقل ضو
من يطالب بالمجلس العدلي قبل صدور نتائج التحقيقات وفي هذه اللحظة بالذات ولي الدم فقط، من هنا نقول، ليهدأ الباقون كي لا تفضح توجهاتهم المستور من عَورٍ وخطط وتوجهات، وما خفي منها وهو أعظم بكل تأكيد، نعم للمجلس العدلي فور صدرو التحقيقات، لكن، إذا تبين أن ثمة نية فعلا لاغتيال وزير، نعم للمجلس العدلي إذا ما تأكد أن ثمة "كمينا" منظما مخططا له من أجل إحداث فتنة في البلد، ونعم للمجلس العدلي مدخلا لتحقيق العدالة بعيدا من الكيد والاستنساب وعرض عضلات "سيليكونية" بمواقف منفوخة اصطناعيا.
ما نحن عليه اليوم ليس بأكثر من توفير دعامات لزعامة مطلوب منها أن تجاري زعامة المختارة، وهذا ما لن يتحقق لا الآن ولا غدا ولا بعده ولا في كل الآماد المنظورة وغير المنظورة، ولا بعد ملايين السنوات الضوئية، فاهدأوا وارعووا كثيرا وقليلا، وليد جنبلاط يمثل أكثر من ثلثي الدروز فكفى الإبحار في بحر من الأوهام، وكلما اشتد عداؤكم له عادت شعبيته لأكثر مما يتوقع هو نفسه، أي بأكثر من الثلثين، والتطاول على طائفة فيه مجلبة لقلاقل وتشنجات لن تفيد أحدا.
سئم اللبنانيون هذا النكد، وسئموا أكثر التطاول على طائفة، في وقت ارتاحت الطوائف جميعها لما آلت إليه أحجامها وتوازناتها، والدروز لمن لا يعلم ليسوا مشاعا سائبا، لهم مرجعيتهم السياسية وفق ما حددته الانتخابات النيابية التي أراد منها البعض تطويق ومحاصرة جنبلاط، فجاءت النتائج خلاف ما توقعوا، وللدروز أيضا مجلسهم المذهبي المنتخب ديموقراطيا من كل الإنتيليجنسيا الدرزية، مهندسين ومحامين وأطباء وحملة إجازات جامعية (إلا إذا كان ثمة من يعتبر أن الدروز أميين وجهلة)، ومن رؤساء وأعضاء مجالس بلدية انتخبهم واختارهم الناس.
وللطائفة الدرزية مرجعية روحية واحدة وحيدة يمثلها شيخ عقل منتخب من المجلس المذهبي المنتخب، وفقا للقوانين اللبنانية، هو سماحة وفضيلة الشيخ نعيم حسن لمن لا يعلم أو خانته الذاكرة، وهو المسؤول عن تسيير شؤون أبناء الطائفة والمحاكم المذهبية، وهذه حقائق وبينات لا تحتاج شفاعة أن يمنح أحد الثقة والاعتراف بمن اختار الدروز، ونأسف أن نقارب الأمور من زاوية طائفية، لكن أليس ثمة من يتحدث عن تصحيح الخلل في التمثيل لدى الطوائف المسيحية؟ أوليس ثمة من يرفض المساس بصلاحيات موقع رئاسة الحكومة السني؟ فلماذا التصويب على قيادات الدورز؟ ولمصلحة من؟ ولماذا يعاب على الدروز إن تمسكوا بمن يمثلهم ويستثنى الباقون؟
قضية قبرشمون هَزُلت، وثمة قفز فوق وجع الناس، وثمة من لا يرى غضاضة في توظيف الدم، هذا الدم النقي البريء من كل ما يرسم من مخططات من لبنان وأبعد منه، كرمى ومرضاة لولي أمر خارجي أو أكثر، هزلت وضمرت، ولمن يظن أننا ندافع عن جنبلاط وحزبه، فهو واهم ولا يقرأ في السياسة، ندافع عما بقي من دولة، ولن نبكي إن جرفها الناس في فورة غضب، ومعها ممثلو الطوائف في تحالف السلطة وفي مقدمهم جنبلاط... ما غيرو!