#الثائر
– أنور عقل ضو
لا يمكن لعاقل أن يفهم ويتفهم ويستوعب كيف أن قوى سياسية لا تقوم بتسليم جميع المطلوبين من أتباعها إلى الجهات الأمنية والقضائية المختصة إلا بشروط، وهنا نسأل، هل نحن في دولة القانون فعلا؟ وكيف يمكن أن ينتظم الجميع تحت سقف الدولة والمؤسسات؟
هناك أسئلة كثيرة أيضا متصلة بحادثة قبرشمون، وقبلها حادثة الشويفات، وجميعها يفضي إلى أن ثمة من يريد صيفا وشتاءً تحت سقف واحد، وثمة أيضا من يستسهل اللعب بالنار والتدخل بخصوصية الطائفة الدرزية، وفرض عليها توازنات وهمية تناقض نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة، ولا تراعي مبدأ الأقوياء في طوائفهم المعمم على سائر القوى والطوائف، حتى بتنا نخشى إن كانت ثمة توجهات وإملاءات من مكان ما، داخليا وإقليميا، لتطويق رئيس " الحزب التقدمي الإشتراكي " النائب السابق وليد جنبلاط .
ما نشهد اليوم من محاولات حثيثة لـ "شيطنة" جنبلاط من قبل خصومه، ومحاولة إظهار الآخرين ملائكة، يعني أن ثمة من يمهد لأحداث وقلاقل إن وقعت (لا قدَّر الله) ستلتهم الجميع، وهؤلاء تساورهم أحلام جائفة، وكأن اللبنانيين لا يعلمون أن كل القوى السياسية المنضوية في السلطة "شيطنة" الدولة، وتريد إقناع اللبنانيين أن جنبلاط "رأس المؤامرة" على لبنان، لا بل بدأنا نسمع أصواتا ناشزة تريد فرض توازنات من قبيل أن الدروز أقلية ويمكن تطويعهم.
كي لا يفهم ما نقول بعيدا من المقصود على مستوى التوازنات الداخلية، نعود ونؤكد أن جنبلاط جزء من منظومة الفساد في لبنان، نقول ذلك ونجاهر، وهو أيضا أحد مكونات تحالف السلطة الفاسدة، وما أشبه اليوم بالأمس، ففي زمن الوصاية تبنى الوزير الراحل الياس حبيقة نظرية بنى على أساسها تحالفا انتخابيا في مواجهة جنبلاط، انطلقت من مقولة استعادة "التوازن" درزيا، وتحالف حلفاء سوريا في لبنان في مواجهة جنبلاط وظنوا أن إقصاءه ممكن، لا بل اعتبروا النتائج "في الجيبة" لتخسر قائمة حبيقة بكامل أعضائها.
يذكرنا ما نحن عليه اليوم بما قاله أحد المشايخ الدروز في دارة المختارة في تلك الفترة، حين رأى أن "من يقترب من جنبلاط يشعر بالدفء ومن يدنو كثيرا يحترق"، ومن هنا، على الجميع أن ينأى عن هذه النار، رأفة به وباللبنانيين، وهي نصيحة نقدمها اليوم بـ "بلاش"، وهذا ما يستدعي وضع حادثة قبرشمون في عهدة القضاء وتسليم جميع المطلوبين إلى أية جهة انتموا، وعدم التوظيف في السياسة، كي لا نخسر أمننا واستقرارنا ونكون كمن يمهد لأحداث أبعد من الشوف وعاليه والجبل.