#الثائر
- * " فادي غانم "
إذا ما نظرنا إلى مجمل الوقائع والتطورات السياسية منذ انتخاب فخامة الرئيس العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، نتبين صراحة أن ثمة من لا يريد للعهد أن يمضي قدما في استعادة هيبة الدولة، ولا في ترسيخ وتعزيز حضورها بعيدا من المحسوبيات والمصالح الخاصة، لا بل بات واضحا أن ثمة متضررين من تحصين ساحتنا الداخلية، وفي مكان ما نجد أيضا أن هؤلاء هم من الكثرة بحيث أنهم يتوزعون في كل مواقع ومفاصل الدولة، السياسية والأمنية والقضائية والاقتصادية، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والحزبية، وهنا لا بد من التنويه إلى أن كل من يسعى إلى عرقلة قيام الدولة هو حكما يعادي العهد حتى وإن كان من أكثر المؤيدين.
وسط ما نحن عليه اليوم من أزمات وتشنجات وعثرات، نخلص إلى أن الرئيس عون لا يُحسد على تسلمه مقاليد السلطة الأولى فيما البلد منقسم كيانات طائفية، وهذا يعني حكما أن تعدد الولاءات أضعف الدولة سابقا ويضعفها راهنا وسيضعفها مستقبلا، فضلا عن أن محاولات اقتسام الدولة بين قوى سياسية متنازعة يؤدي إلى الفوضى والترهل، ويفضي تاليا إلى المراوحة دون تحقيق حلم الدولة القوية القادرة، الدولة العادلة المشرعة على أحلام الناس، وهنا يتبدى حجم التحديات التي قبلها الرئيس عون، وعلى الجميع ملاقاته عند حدود هذه التحديات الماثلة وما أكثرها.
لا يعلم أهل السلطة بتنوع انتماءاتهم ومعتقداتهم وتوجهاتهم السياسية والطائفية أن الدولة هي اليوم حصن اللبنانيين وملاذهم الأخير، والاستمرار في معالجة الأمور على قاعدة التحاصص والاقتسام والتوافقات الفوقية، يعني أن لبنان سائر نحو التداعي والانهيار، وساعة يسقط البناء لن يكون ثمة أحد في منأى عن التداعيات والنتائج، وسنصبح جميعا دون سقف يحمي، وسنكون في مواجهة حتمية مع عواصف المنطقة، خصوصا وأننا نعيش ظروفا وأوضاعا دقيقة في ظل تصاعد الصراعات الإقليمية والدولية، وأخطرها الحرب التي تخوضها الولايات المتحدة الأميركية في مواجهة إيران، ولبنان حاضر في لعبة التوازنات الكبيرة بحكم موقعه الجيوسياسي أولا، وبحكم أنه مستهدف دائما من إسرائيل ثانيا.
من هنا، على كل القوى السياسية أن تدرك حقيقة واحدة كي نكون في منأى عن الانهيار، انطلاقا من قناعة بدأت تترسخ أكثر مع ما نشهد من تصدعات في بنية النظام السياسي لجهة أن العهد القوي فرصتنا الأخيرة، ما يفرض على الجميع مسؤولية تاريخية تتطلب الالتفاف حول الرئيس عون لنكون على قدر التحديات، وأهلا لها.
*الحاكم السابق لجمعية أنديية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين)
*رئيس " جمعية غدي "