#الثائر
استهل رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير جبران باسيل ، جولته الشمالية اليوم، بزيارة عاصمة الشمال طرابلس ، حيث التقى في منشآت معرض رشيد كرامي الدولي منسقيات التيار وكوادره، وأعقب ذلك مهرجان أقيم في قاعة المؤتمرات في المعرض حضره وزير الدفاع الوطني الياس بوصعب ، النواب بيار رفول وروجيه عازار وجورج عطالله، الوزيران السابقان يعقوب الصراف وطارق الخطيب، رئيس جمعية إنماء طرابلس والميناء انطوان حبيب، رئيس مجلس إدارة المعرض المهندس أكرم عويضة، وأعضاء المنسقيات وكوادر ومناصرو التيار.
باسيل
بدأ المهرجان بالنشيد الوطني وكلمة تقديم من مروى وهبة، فكلمة من منسق طرابلس المهندس ربيع الفلو، ثم ألقى باسيل كلمة استهلها بالحديث عن زيارته لطرابلس "التي أحببتها وأنا صغير، والتي سأظل أحبها بكرا وبعد بكرا ولو كره الكارهون"، معتذرا من الحضور "على تغيير البرنامج وأن تبدأ هذه الزيارة اليوم وليس غدا، وكنا نرغب بأن نزور شوارع المدينة وأن نفتتح محلات جديدة وأن نبدأ بزيارة غرفة التجارة والصناعة والزراعة، ولم نود إزعاج أحد من أهل المدينة بالإجراءات الأمنية التي تم اتخاذها والضرورات التي فرضتها التهديدات التي تلقيناها للأسف، من بعض الجهات فإرتأينا حصر لقائنا بمناصري التيار الوطني الحر في مدينة طرابلس ولو بسرعة، والموضوع لم يعد مهما ما هو البرنامج، ومع من نلتقي".
وتابع: "صحيح ان زياراتي لألتقي التيار الوطني الحر في كل قضاء، حيث سأتوجه من هنا إلى عكار ومساء إلى زغرتا وفي الأسبوع القادم سأزور الجنوب ونلتقي مع التيار الوطني الحر، ولكن الموضوع لم يعد مهما إلا برمزيته، بأننا لن نقبل أن لبنان يتقسم ولا أن يصبح كانتونات، ولا ان تفرض خطوط حمر على اللبنانيين، اللبنانيون يجولون في المكان الذي يريدونه، هذه الأرض لهم، وبلاد العالم كلها لم تسعهم، ينتشرون في كل مكان وينجحون فكيف يستطيع لبنان أن يسعهم، اللبناني لا ينزوي لا في منطقة ولا في قضاء، اللبناني مساحته كل الوطن وكل العالم".
وقال: "نأتي لنعبر عن رأينا بكل حرية، ونستمع إلى الآراء الأخرى. وبالمناسبة أود أن أشكر الذين تجمعوا اليوم ليتظاهروا ضد هذه الزيارة، لأن هذه هي طرابلس السلمية الحضارية التي تعبر عن رأيها بحرية، طرابلس لا قطع طرقات ولا سلاح، غصبا عنا مولوا وسلحوا ليربطوا طرابلس بأشكال لا تشبه أهلها ولا طيبتهم ولا سلام طرابلس، طرابلس الفيحاء نحن نعرفها "منيح" وأنا لست غريبا عن طرابلس، والدي درس في طرابلس، وأنا منذ كنت صغيرا كنت آتي كل سبت لزيارة القلمون ومحلات النحاس فيها، ونجول في أسواق طرابلس القديمة ونتمشى فيها ونأكل الفول والحلويات عند الحلاب ولا يمر يوم أحد دون ان نأتي إلى مطعم الشاطر حسن".
واستطرد قائلا: "هذه هي طرابلس التي كنا نأتي إليها، وكانت هي أيضا بأبنائها تأتي إلينا في البترون، وفي شهر رمضان أقام التيار الوطني الحر إفطارا لشبابه وكنت مسافرا ولم استطع المشاركة فيه، ولكن جئت لاحقا إلى إفطار أقيم على شرفي والتقيت خيرة أبناء المدينة وتحدثنا معا ووعدتهم بزيارة أخرى لطرابلس، وانا اليوم معكم ووفيت بوعدي، واليوم أعدكم أني سأعود لزيارة مواقع عديدة للإنماء والإقتصاد ولألتقي بالفئات الشعبية ولنلتقي مع التيار الوطني الحر كما هو الحال اليوم".
أضاف: "قيل الكثير عن هذه الزيارة وصدقوني انها لم تكن تستأهل كل هذا، كانت زيارة مثل كل الزيارات كما كنت آتي إلى طرابلس وكما سأزورها دائما في ما بعد، وكما أذهب إلى كل المناطق في لبنان، ولكن الهدف من ذلك هو لتشويه معنى الزيارة، لأنهم يريدون تركنا بعيدين عن الناس، لا يريدون ان نقترب من بعضنا البعض، بدأوا يصورون الزيارة بأنها غزو واقتحام واجتياح وانتهاك خصوصيات، وهي كما ترون زيارة صغيرة: نحكي الحكي الطيب ونروح".
وتابع: "ليس نحن من تقال عنهم هذه الكلمات، غزو وإجتياح، نحن ولا مرة اعتدينا على أحد في طرابلس، ولا انتهكنا حرمة أي منطقة، وليس نحن من طلعنا على الجبل وعملنا معارك، ولا جئنا إلى طرابلس وعملنا معارك، ولم نشارك أصلا في أي حرب، وكنا دائما مع الجيش اللبناني ضد الميليشيات ولم نشارك في حروب الآخرين، نحن لم ننصب في تاريخنا حواجز على الطرقات وفتشنا أهل طرابلس ولم ننتهك حرماتهم وكراماتهم، ولا مرة البترون سكرت طريقها على احد ولا سكرت أبوابها على أحد، بالعكس "روحوا شوفوا" أهل تنورين الذين يعيشون في طرابلس والطرابلسيين كيف يعيشون في البترون، وكيف نحن ابناء بلد واحد ومنطقة واحدة، ونحن نعرف بعضنا جيدا، ونحن نعيش طرابلس في قلب التيار الوطني الحر، وخصوصيات طرابلس نعرفها في قلب التيار الوطني الحر لأن في قلب التيار عندنا الماروني والأرثوذكسي والسني والعلوي في طرابلس".
واستطرد:" لسنا نحن من قتلنا رئيس حكومة لبنان في طرابلس، نحن في وقتها وفي ذلك الحين كنا نأتي إلى طرابلس في عز أيام الحرب والصعوبات، لأن طرابلس ولا مرة سكرت أبوابها في وجهنا في عز أيام الحرب لأننا لسنا طائفيين، ولا مرة تعرضنا لأحد على اساسة طائفته".
وأردف: "واليوم نزور طرابلس لترسيخ العيش الواحد، ومن الطبيعي ان أكون اليوم في طرابلس، وغير الطبيعي ان أمنع عن زيارة طرابلس، والفتنة ليست أن آتي إلى طرابلس، الفتنة هي بمنعي وبمنع التيار الوطني الحر من التواجد في طرابلس، زمن الانقطاع عن بعضنا انتهى، والخطر على السلم الأهلي هو بمنع اللبنانيين من التواصل مع بعضهم بحجة خصوصيات المناطق".
وقال: "كما كل سنة، وعلى الأقل مرة كل سنة أزور كل مناطق لبنان، ومرات عديدة أقوم بزيارة المنطقة الواحدة أكثر من مرة وهذا امر طبيعي، وأنا الذي أعرف خصوصيات كل المناطق لأن التيار الوطني الحر موجود في كل المناطق ويعيش في هذه الخصوصيات التي يعرفها".
أضاف: "افطار البترون، كما تتذكرون، أقمناه للمسلمين المنتسبين إلى التيار، وقد أزعجهم أن يكون هناك تيار سياسي في الوطن متنوع هكذا، ولديه خمسة آلاف بطاقة انتساب من المسلمين، هكذا هو التنوع في التيار وهكذا يعيش المنتسبون إلى التيار مع بعضهم البعض.
ماذا قلنا في افطار البترون حتى قامت علينا القيامة؟، قلنا إننا في التيار: المسلم يدافع عن المسيحيين أكثر من المسيحيين الموجودين في التيار، لأنه يعرف ان المسيحي في قلب التيار يدافع عن حقوق المسلمين في الوطن أكثر من المسلم في قلب التيار، ولذلك ترون ان هناك ماكينة اعلامية سياسية متعددة الأضلع مشاربها كثيرة وتمويلها كبير تعمل لتشويه صورتنا وسمعتنا، والتشويه يطال كل شيء حتى الأمور الحلوة التي نتحدث عنها في طرابلس".
وضرب مثلا عن ذلك قائلا: "عندما تحدثنا عن المنطقة الاقتصادية الخاصة في البترون قلنا مبروك للبترون على هذه المنطقة، فراحوا فسروها اننا نريد تفشيل المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، ونحن نعرف جيدا اننا لا نقبل إلا أن تقوم منطقة اقتصادية خاصة في طرابلس ولها الأولوية، لاننا نحن من قلنا أننا نريد طرابلس ان تكون منصة لإعادة إعمار سوريا، وتحدثنا عن مطار القليعات وعن المرفأ في طرابلس وعن المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس والتي لها الدور المهم، لكن إذا أقمنا مشروعا مهما في منطقة لا يعني ذلك اننا مع إلغاء مشروع في منطقة أخرى، لماذا هذا الفكر الإلغائي؟. نحن بإمكاننا إنشاء منطقة إقتصادية هنا وهناك ومعمل هنا ومعمل هناك، وان نتفق مع فريق سياسي هنا ومع فريق سياسي آخر هناك، هذه هي ميزة التيار الوطني الحر يستطيع ان يحكي مع الجميع وان يعمل على كل الجبهات، وليس محصورا في منطقة أو بفريق واحد".
وتابع: "قلنا اننا لا نريد لا مارونية سياسية ولا شيعية سياسية ولا سنية سياسية، قولونا اننا نريد ان تأتي المارنية السياسية وتحل مكان السنية السياسية، كل ذلك تشويه وغسل عقول، كل ذلك ليبعدونا عن بعضنا البعض كلبنانيين، وأحلى تهمة اتهمونا بها اننا نمس بصلاحيات رئيس الحكومة، ومن الذي اتهمنا؟، هو أول من مس بصلاحيات رئيس الحكومة عندما تآمر عليه بمس أول صلاحية له في إقالته من الحكومة، ونحن الذين دافعنا وقلنا لا أحد يستطيع أن يفرض على رئيس حكومتنا شيئا، وهو الذي يقرر وبحرية قراره وبموجب ما يقوله الدستور، نحن الذين لا نقبل، وليس جبران باسيل الذي يقبل ان تمس صلاحيات رئيس الحكومة، جبران باسيل الذي يريد رئيس حكومته قويا في البلد، قوي بالدستور، قوي بالصلاحيات، قوي بالشعبية، قوي بالناس، ويقف معه على هذا الأساس من منطق القوة، نقف مع بعضنا البعض، والذي يقوى منا نقوى معه، والذي يضعف منا نضعف معه، هذا هو فكرنا الوطني ونفتحر به ليقوى هذا الوطن ونعمره كلنا سويا".
أضاف: "نحن الذين أتينا بالمشاريع إلى طرابلس، وأود تذكيركم أنا عملت وزير طاقة سنة 2009 ومن وقتها بدأنا نعمل لمشاريع في طرابلس، وكنا حينذاك في عز الخصومة السياسية مع تيار المستقبل، وكنا أحيانا مثل الآن "نحمل الهم" إذا أردنا ان نأتي إلى طرابلس. وأود ان اذكر الذين يتناولون حرمان طرابلس ماذا اقترحنا في وزارة واحدة لطرابلس، اقترحنا في حينه معمل دير عمار وأنجزناه في 2013 بقيمة 550 مليون دولار، محطة الغاز أنهينا مناقصتها بقيمة 220 مليون دولار، وأيضا اهتمينا بمشروع مرفأ طرابلس، وإنجاز محطة التكرير للصرف الصحي والتي منذ سنوات نعمل لتشغيلها، وخط الغاز الساحلي الذي يبدأ من البداوي وينتشر إلى كل لبنان، محطة التخزين التي لزمناها مؤخرا لشركة روسية بملايين الدولارات والتي ستقوم بعمل كبير، وهكذا نحن نعمل من أجل الإنماء في طرابلس نأتي بالمشاريع الكبيرة لطرابلس، ولذلك عندما نأتي فإنما نأتي لخير المنطقة، ولكل أهلها لأن طرابلس هي عاصمة لبنان الثانية وتستأهل هذه المشاريع، هي عاصمة الشمال ولا "بتتسكر" بوجه أحد، بل "بتفتح" امام كل الناس".
وقال: "نحن اليوم في قلب طرابلس وفي كل أحيائها: في الميناء، التبانة، جبل محسن، المنكوبين، القلمون، البداوي، في كل المناطق، هذا هو تيارنا وهؤلاء هم مناصرينا، ونحب ان نتواجد اكثر ونتوسع بحضورنا، واعرف ان هذا يزعج بعض الناس، لكننا لن نحكي مع اهل طرابلس إلا بالسلام والتلاقي والمحبة لأننا نحن ولا يوم كنا من أمراء الحرب، نحن أمراء السلم في لبنان، نبني السلم مع بعضنا، ولذلك ليس لدينا حاجة ان نأخذ إذن من احد حتى ندخل عند أحد، هذا البلد ليس محميات، وليست كل منطقة مخصصة لأحد، هذا البلد يجب ان يكون مفتوحا على بعضه، وإلا "بكونوا عم يردونا على الحرب" وهذا المنطق سقط ولن نرجع إليه، ليست هناك رجعة للحرب في لبنان، هناك تقدم نحو السلام، نحو العيش الواحد، ومن ضمنه حرية التعبير المقدسة ولكن من دون ان تتخطى الحقيقة لأنها تفقد قدسيتها وتصبح وكأنها تمس بخصوصية الناس وكرامتهم".
وأعلن: "ما أود ان اقوله لكم، مع كل هذا الهيجان غدا ترون اننا سنرجع قريبا في زيارة ثانية إلى طرابلس وفق برنامج عادي، لأنه عند ذاك يكون البحر قد راق وبلشنا نقشع على الغميق والرغوة تفوش ويرميها موج البحر على الشط ويذهب بها، وأقول لكم ان الإرهاب لا دين له، وليس له طائفة ولا ينتمي إلى طائفة او اي مجموعة لبنانية او اي مدينة لبنانية، ممكن ان نجد لبنانيا ارهابيا أو مارس عملا إرهابيا لكن هذا لا يوصم لا شعب ولا مدينة وقد بينت طرابلس انها تنبذ الإرهاب ورافضة له لأنها تريد ان تعيش بسلام، وهذا هو تاريخها وهذا هو حاضرها اليوم وهكذا سيكون مستقبلها".
وختم: "لذلك لا نقبل بأن يفرض علينا أحد أمرا واقعا مناطقيا وأن يقوم بالهيمنة على اي منطقة تحت مسمى الخصوصية، نحن بكل فخر نقول بأننا موجودون في كل مكان ونريد ان نتواصل مع الجميع ونرد الكذبة والتهمة والتشويش بمزيد من التلاقي، هم يشوهون ويكذبون ونحن نحكي الصدق، هم يحكون ونحن نعمل، وهذه ميزتنا وهذه قدرتنا، وبئس الزمن الذي يتحول معه الجلاد إلى ضحية، والضحية إلى جلاد، وحيث تتحول زيارات التلاقي والعيش الطيب الحلو إلى زيارات للإستفزاز وانتهاك الحرمات، بئس الزمن الذي يحول الحقائق بهذا الشكل، ولكن اليوم اقول لكم اننا وأهل طرابلس انتصرنا، ولكن لم ننتصر على طرابلس كما سمعت احد السياسيين يقول، انتصرنا نحن واهل طرابلس لطرابلس، والانتصار الحقيقي عندما نأتي وندشن المشاريع كما جئنا في المرة السابقة ودشنا محطة تحويل الكهرباء في طرابلس، وننتصر لأهل طرابلس عندما نأتي قريبا لنضع حجر الأساس لمحطة تكرير النفط ولمعمل دار عمار، هذا هو الانتصار الحقيقي لأن كل هذه المشاريع لكي تكون عندنا دولة ونحن أبناء الدولة، ونحن الذين نريد الدولة وغيرنا يريد المزرعة، نحن نريد الجيش اللبناني وغيرنا يريد الأمن الذاتي، هذا نحن وهذا هو التيار الوطني الحر، تيار التنوع والتعدد وتيار كل المناطق وكل الطوائف، تيار مد اليد وتيار الدولة، وليس لديه مشروع إلا مشروع الدولة والدستور والقانون، وبهذا المنطق وبهذا الفكر وسلميتنا نريد اقتحام قلوب اللبنانيين كلهم ونزيل الغشاوة التي تشوه الحقائق، ونحن وإياكم نريد أن ننتصر للبنان ولطرابلس".