#الثائر
استقبل وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب اليوم، رئيس الحزب "الديموقراطي اللبناني" النائب طلال أرسلان ، وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب وعرض معهما التطورات الامنية الاخيرة التي حصلت في الجبل في قبرشمون، في مكتبه في الوزارة في اليرزة.
أرسلان
بعد اللقاء، قال أرسلان: "لقد قمت بزيارة اخ وصديق وعزيز لطلال ارسلان وما يمثل هذا الوزير من مناقبية واخلاقية وتعاط بعدالة ومساواة لحفظ دور هذه المؤسسة التي نقدرها ونحترمها ونعتبر انفسنا بالاذن من معالي الوزير "ام الصبي"، في هذه المؤسسة، فقد ورثناها بالدم وبالمحبة، وقد ربينا على احترام ومحبة الجيش، واذا كان حصل بعض الامور التي اعتبرها عابرة، ولدي ثقة بمعالي الوزير ابو صعب انه قادر ان تعالج الامور وان توضح، خصوصا انه لا يوجد لدينا اي كيدية او غيرها، واننا نعتبر ان ضرب المؤسسة العسكرية هو ضرب لهيبة البلد، وضرب هيبتنا جميعا، وعندما يخطىء اي ضابط او اي عسكري، فهذا لا يعني المؤسسة كمؤسسة، ونحن لم نوجه في حياتنا اصبع الاتهام للمؤسسة العسكرية، لاننا نعتبرها مؤسستنا".
اضاف: "لقد كانت مناسبة تشاورنا فيها مع معالي الوزير بو صعب في الموضوع الامني والكمين المحكم لاغتيال وزير في الحكومة اللبنانية، ووضعت وزير الدفاع في الكثير من التفاصيل وزودته بفيديوهات ومعلومات دقيقة عما جرى، ولن ادخل الآن بالتفاصيل، ونحن في النهاية مع هذه المؤسسة ان تقوم بدورها، والقضاء يقوم بدوره والاهم من الاثنين، ان يحترم السياسيون في البلد، قرارات مجلس الدفاع الاعلى، ونشكر في هذا المجال فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بأخذ المبادرة من دون مشورة احد، لعقد هكذا اجتماع وكان واضحا وصريحا في البيان الذي صدر، على الحكومة اللبنانية برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي اقول له انه يجب ان يكون هناك "شعرة دائما بين العدل والقضاء وبين السياسة"، وكما يؤكد دائما فخامة الرئيس ميشال عون على هذا الموضوع، لا يجوز لا من قريب ولا من بعيد ان يستغل ما حصل لتدوير زوايا في السياسة، او "لتغلاية سعر" اي كان في السياسة".
وتابع: "اوضح فخامة الرئيس عون في اجتماعنا معه، كما اوضح في اجتماعه مع مجلس الدفاع الاعلى: ان هناك مسارين، هناك اولا مسار سياسي تقوم عليه مقومات الجمهورية والتي هي اساس، وهذه يحكى فيها، اما مسألة الاغتيال والكمين لوزير حالي في الحكومة اللبنانية، ليس خاضعا للتفاوض السياسي مع احد لا من قريب ولا من بعيد، وان مطالبتنا واصرارنا على المجلس العدلي ليس من خلفية لا النكايات ولا تنفيذ كلام، بل نحن من خلفية ان التعرض لهذا الوزير وايا يكن هذا الوزير، ولقد صادفت هذه المرة الوزير صالح الغريب الذي يمثلنا في الحكومة، انما لاي وزير او لاي مسؤول او رئيس، هو تعرض مباشر للسلم الاهلي ولامن الدولة، وبالنسبة لنا هو التوصيف الجرمي، واي محاولة للعب على هذا التوصيف الجرمي غير مقبول منا جملة وتفصيلا، وهذا الامر لا يخضع لمزاجات سياسية، اذا المطلوب الحفاظ على امن المجتمع الذي هو فوق كل اعتبار، وفي النهاية هذا الامر واضح وصريح للجميع، وقد استشهد مرافقان كانا مع الوزير الغريب ولهما اهل وعائلات ومنتميان الى حزب سياسي في البلد، ومن واجبهما الطبيعي حماية الوزير كأي مرافق وكاي رفيق في موكب ان يحمي الشخصية المسؤول عن أمنها وبالتالي هذا امر نطالب فيه دولة الرئيس سعد الحريري، ان يقارب هذا الموضوع ليس من الخلفية السياسية، انما من خلفية الحفاظ على هذا البلد وعلى النسيج الاجتماعي والتعددية الموجودة في هذا البلد، وقد وضعت هذه الأمور كلها امام الاخ معالي وزير الدفاع، وان شاء الله تذهب كل الامور في الاتجاه الصحيح على المستوى القضائي والحكومي".
بو صعب
ثم تحدث ابو صعب فقال: "لقد رحبت بدوري بالامير طلال ارسلان في وزارة الدفاع، وقد قال لي انها المرة الثاني التي يزور فيها مكتب وزير الدفاع منذ ان كان صغيرا، وخصوصا واننا جميعا نعلم ان الامير مجيد ارسلان هو كان اول وزير للدفاع الوطني في حكومة الاستقلال وهو اشرف على بناء هذا المبنى، وبالتالي ومن هذا المنطلق عندما نتحدث على المؤسسة العسكرية، لدي كل الثقة بالكلام الذي قاله، انه في تاريخه وفي عائلته لديهم محبة ومعزة للمؤسسة العسكرية وللجيش اللبناني نابعة من الداخل وليس هذا كلام في السياسة وليس هو مبالغ به، هذا هو الشق الاول من الحديث الذي تفضل به الأمير طلال وهو العلاقة بالمؤسسة العسكرية وقد فصل لي بطريقة افضل واوضح، لكنني كنت على تواصل دائم معه اليوم، ما هي الهواجس الموجودة عنده وما هي المآخذ التي يحكى عنها، وجزء منها يكون مبنيا على وقائع يمكن على مستوى محلي او تقرير في مكان ما، وقد وصلنا معا الى قناعة بأن المؤسسة العسكرية وقيادة الجيش وقائد الجيش ومدير المخابرات ليس موضوع شك، انما هناك امور يجب ان تحكى، ونحن سنعمل لكي توضح كل هذه الامور، لان النوايا هي غير ما يحكى في الإعلام وغير الذي نسمعه، كما انه لا يوجد اي مأخذ او قرار مسبق وحكم نهائي للامير على قائد الجيش طبعا وليس ايضا على مدير المخابرات، انما سرد وقائع مرت بها المرحلة الماضية وهذا الموضوع من الافضل ان يناقش مع المعنيين في المخابرات وفي قيادة الجيش بحيث تتوضح الامور، وقد وجدت انه توجه إيجابي وسنعمل عليه في المرحلة المقبلة".
واضاف: "اما الشق الثاني الذي يتعلق بالحادثة التي حصلت مع الوزير الغريب، في الحقيقة لقد كنا موجودين ونبعد مدة خمس دقائق عن المكان الذي حدث فيه اطلاق النار والكمين الذي حدث على الطريق، والبعض سيقول، لماذا تقولون "كمين"، وحقيقة فان الوقائع تظهر عندما تقطع الطريق بسيارة واضحة، وحرق الدواليب امام موكب، هذا يعني ان هناك عرقلة، ولكنني لن اقول اليوم اي شيء لم يقله القضاء والتحقيق بعد، ولا اقدر على ذلك، حتى لو كان عندي بعض المعطيات لانه اكون اوجه القضاء او التحقيق في اتجاه معين، والامير ارسلان احضر لي معه بعض المعطيات التي ستوضع في مكانها المناسب، اي عند الذين يجرون التحقيق وعند المخابرات والاجهزة المعنية في هذا التحقيق، وستؤخذ هذه الامور في الاعتبار، وقد لمست الايجابية وحرص الامير ارسلان على السلم الاهلي وعلى الحفاظ على السلم في الجبل، وانا اسمع هذا الكلام من فريق سياسي يعتبر نفسه تعرض لعمل يصنفه البعض اعتداء، والبعض يقول محاولة اغتيال والبعض يقول كمين مسلح، انما الفريق الذي تعرض لهذا الموقف، سمعت منه كلاما ايجابيا وليس سلبيا، خصوصا وان الذي يطالب به امر بسيط جدا وهو يطلب الحق والحقيقة، ولا يقول ان هناك نية انتقامية او تصفية حسابات سياسية، بل هو يقول هذه المعطيات التي بين يدينا ونريد ان ينظر اليها بانصاف ويضع الحقيقة امام الرأي العام، وعند الأجهزة الامنية لكي تأخذ الامور مجراها".
وتابع: "انه هذا التوجه وهذا الجو الذي سمعته من الأمير على الرغم من صعوبة المشكلة، وهذا ما اعتبره امرا ايجابيا واعتقد انه كلام عقلاني ونحن كنا دائما نتطلع لهكذا مواقف من الامير ارسلان، وخصوصا من زميلي معالي الوزير صالح الغريب لا سيما وانه الشخص الذي كان يجلس في سيارته ولا احد منكم كان يتمنى ان يكون جالسا في المقعد الذي كان يجلس عليه الوزير صالح الغريب. ولكن الانفتاح الذي اتوا فيه، والمطلب ولكن بحزم، الذي يطلبونه لكي تظهر الحقيقة ووالتحقيقات تأخذ مجراها، هذا يطمئن، وهذا ليس بعيدا عن مطلب فخامة الرئيس وعن القرار الذي صدر في مجلس الدفاع الاعلى وللتوجهات العامة عند الحكومة للمرحلة المقبلة، وقد لمست انه يمكننا ان نتوصل الى حل يطمئن جميع اللبنانيين وهذا اهم شيء ولكن هذا موضوع يتطلب قرارات يجب ان تتخذها الحكومة، ولا اعتقد ان الحكومة ستكون مختلفة، وطبعا سيكون هناك نقاش حول هذه المواضيع، لانه يوجد وجهتا نظر مختلفتان، إنما ستأخذ هذه الحكومة القرار المناسب وبعدها سنرى نتيجة التحقيقات والقضاء واعتقد اننا هكذا نكون نضع الازمة على السكة الصحيحة التي ينتظرها منا المواطن، لاننا جميعا نحرص على السلم الاهلي ونحرص ان كل اهلنا وكل المصطافين الذين سيأتون الى لبنان عليهم ان يعلموا ان هذا الموضوع يعالج بالتروي وبالسياسة وليس بالتشنج".
وختم: "اشكر زيارتكم لوزارة الدفاع وان شاء الله تترجم الايام نشاطات أخرى تاخذنا في الاتجاه الصحيح والذي ينتظره كل اللبنانيين".