#الثائر
بعد واقعة إعلان نتائج الشهادة المتوسطة (البريفيه) بعد منتصف الليل للتخفيف "من وهج إطلاق النار ابتهاجا بالنتائج" بحسب ما أشار المدير العام لوزارة التربية فادي يرق في حديث إذاعي، يسجل لنا في لبنان سابقة لم نشهد مثيلا لها من قبل في أي دولة من دول العالم الأغر، ولا حتى تلك الموسومة بالموز والأكي دنيا وجوز الهند، ويمكن لنا أن نشعر بكثير من السرور والحبور وبشيء من الفخر والإعتزاز، بعد أن تحولت وزارة التربية من مؤسسة تعنى بتهيئة الأجواء لطلابنا لعبور طريق العلم والتعلم إلى مؤسسة تنظر بعين القلق للأمن الوطني، فإعلان النتائج ليلا خطوة جنبت سقوط ضحايا.
كما أن وزارة التربية تنظر بعين القلق إلى الإقتصاد الوطني، خصوصا وأننا مع هذه الخطوة شهدنا تراجعا في استهلاك الذخيرة الحية، رصاصا وقذائف ورمانات هجومية ودفاعية، وهي الحريصة على جيوب المواطنين أكثر بكثير من وزارة الاقتصاد الوطني، فضلا عن أنها (أي وزارة التربية) تطاولت إيجابيا على مهام وزارة البيئة فساهمت بالتخفيف من التلوث السمعي فلم نشهد اشتعال جبهات على محاور الناجحين، دون أن ننسى أن وزارة التربية تبنت عبر هذا الإجراء ما يمكن أن يكون منوطا بوزارة الداخلية والبلديات لجهة استنفار الدفاع المدني وقوى الأمن الداخلي، وأيضا ما هو غير منفصل عن الصليب الأحمر وهيئات الإسعاف الشعبي والمؤسسات الإنسانية المرتبطة بوزارة الشؤون الاجتماعية لإسعاف الجرحى والمصابين، ولو أن وزارة مكافحة الفساد ما تزال قائمة ولم يجر إلغاؤها بعد أن نسفنا أوكار الفساد، لكان هذا الإجراء ساعد الوزارة الغائبة في ضبط تهريب السلاح والذخيرة بما يعزز الشفافية.
كما أن وزارة التربية استشرفت ما يمكن أن يواجه وزارة الدفاع الوطني من تبعات حدوث إشكالات بين مطلقي النار فرحا والمواطنين، إضافة إلى أنها رأفت بحال من يريد أن يأخذ قسطا من الراحة وينعم بقيلولة بعد الظهر، دون أن ننسى أيضا أن الوزارة اعتمدت عنصر المفاجأة وهذا ما يندرج في موضوع العلوم العسكرية، حتى أن المواطنين عبر وسائل التواصل الاجتماعي غردوا، قائلين: "فاجأنكم مو"؟ وهم يغمزون من قناة الإخوة السوريين و"مفاجآتهم السارة" في زمن الوصاية.
ومما تقدم، كنا ننتظر أن تصبح وزارة البيئة "أم الوزارات" لكن وزارة التبرية سبقتها فحققت قصب السبق في هذا المجال، وفي مَا تفتقت عنه أفكار الوزارة لجهة إعلان النتائج مع "شقشقة" الفجر، يمكن اعتبار ذلك "عذر أقبح من ذنب" في دولة غير قادرة على مواجهة فلتان السلاح الحربي، وألف مبروك للناجحين، على أمل أن نعوض حرمانهم من الإبتهاج في الشهادة الثانوية.
ونذكر هنا، أن إجراء وزارة التربية يشبه البلاستيك المعد للاستخدام مرة واحدة، وقد علمنا أن طلاب الشهادة الثانوية وذويهم لن يناموا الليل بانتظار صدور النتائج وسيشعلون الأرض في أي وقت من الليل والنهار!