#الثائر
قطعت قطر العديد من الوعود لتحسين ظروف العمال الوافدين الذين يبنون ملاعب كأس العالم، لكن تحقيقا تلفزيونيا ألمانيا فضح زيف هذه الوعود، كاشفا عن ظروف مروعة يعيشها العمال، تصل حد وضعهم فيما يشبه السجون.
ويقول الصحفي الألماني في تلفزيون غرب ألمانيا "واي. دي آر"، بنيامين بست، إنه دخل إلى قطر في ايار (مايو) الماضي واستعان في إعداد تحقيقه على كاميرا خفية، من أجل استكشاف الظروف الصعبة لعشرات الآلاف من العمال النيباليين الذين يبنون الملاعب المخصصة لكأس العالم 2022، المقرر أن تستضيفه قطر.
والعمال النيباليون الذين يعملون على تشييد استاد "الثمامة" الذي يبعد 12 كيلومترا عن العاصمة الدوحة، وهم جزء من مليون عامل آسيوي يشيدون 9 ملاعب جديدة ويرممون 3 أخرى استعدادا للبطولة، لكن هؤلاء العمال الأجانب يواجهون ظروفا مروعة، بحسب ما كشفت تقارير حقوقية وإعلامية، أشارت إلى وقوع وفيات بينهم.
وفي التحقيق التلفزيوني الألماني الذي يستمر 16 دقيقة، يقول العمال النيباليون إنهم لم يتلقوا رواتب منذ أشهر ولا يتلقون طعاما أو لا يتم توفير سكن ملائم لهم.
ظروف العبودية
وقال معد التحقيق، بنيامين بست، إنه أراد أن يتأكد بنفسه بشأن الوعود القطرية لتحسين ظروف العمال، خاصة بعد تقارير إعلامية ذكرت أن العمال الأجانب في قطر يعملون في ظروف أقرب إلى العبودية.
وأضاف أن ما وجده هو أن "العمال يعانون من ظروف سيئة للغاية تشبه العبودية، فلا رواتب والجوازات مصادرة وبالكاد يحصلون على طعام".
وذكر العمال في شهاداتهم إنه تمت مصادرة جوازات سفرهم من قبل مشغليهم القطريين، لذلك أصبحوا غير قادرين على مغادرة قطر، مما يعني أنهم أصبحوا قيد الأسر الافتراضي.
وأوضح على سبيل المثال أن 200 عامل يتقاسمون مرحاضا واحدا، ويعيش ثمانية منهم في غرفة ضيقة ومظلمة.
وقال ديل براسادا، هو عامل نيبالي، إنه واحد من 125 عاملا من بلاده يعملون في قطر، محاصرين هناك وكأنهم سجناء، وتابع " نتناول كل يوم الخبز ونشرب الماء فقط. لا يعطونا رواتبنا"، مضيفا "شهرا بعد آخر يزداد وضعنا سوءا".
ولفت إلى أنه لم يعد قادرا على العمل أكثر في قطر، معربا أن أمنيته الوحيدة هي العودة إلى نيبال والخلاص من هذا الكابوس.
"الموت أفضل"
أما العامل، أدي غورونغ، فقال إنه مثل عشرات العمال النيباليين الآخرين لم يتلقوا رواتبهم خلال الأشهر الثمانية الماضية، موضحا أنه عندما طالبوا مشغلهم بدفع رواتبهم رفض، قائلا إن بإمكانهم ترك الشركة والذهاب إلى أخرى.
لكن هذا الأمر، وفق غورونغ، في ظل مصادرة أوراقهم الرسمية مثل الجوازات، ولفت إلى أن العمال خاطبوا محكمة العمل القطرية، لكن شيء ما لم يحدث، الأمر الذي يظهر المعالة القاسية من جانب نظام الدوحة لهؤلاء.
ولم يتمكن العامل النيبالي من إرسال أموال إلى زوجته وطفليه الذين يواجهون صعوبات بسبب غياب نقود تعين عائلته على الحياة الشديدة والقاسية.
وتابع "أحيانا أتساءل عما إذا كان الموت أفضل مما نحن فيه الآن. يجب أن يتم إنقاذنا من الوضع الذين نحن فيه ".